مرت سنة كاملة على العمليات الإرهابية ل13 من نونبر بباريس وسانت دوني والتي خلفت 130 ضحية و400 جريح،هي العمليات الرهيبة التي غيرت وجه فرنسا ووجه باريس التي دخلت بفعل هذه الاعتداءات إلى مدينة تحت تهديد الشبكات الإرهابية.سنة بعد هذه العمليات مازالت باريس تعاني من آثار هذه العلميات على صورتها كأكبر مدينة سياحية بالعالم، حيث تراجع عدد الزوار والسياح الذين يتهافتون على مدينة الأنوار. باريس وبحضور الرئيس الفرنسي فرنسوا هولند، احتفت بضحايا هذه العمليات الإرهابية سواء بباريس أو ضاحيتها سان دوني،وذلك بحضور أقرباء الضحايا والناجين من هذه العمليات،وتم إقامة حفل بأماكن التفجيرات سواء أمام ملعب فرنسا،أو بجانب حانة ومطعم بالمقاطعة 11 والمقاطعة 12 عشر وبقاعة الباتكلان.وقد تمت قراءة أسماء الضحايا ووضعت تذاكر تحمل أسماء الضحايا. بعد سنة على هذه العمليات، كشف التحقيق عن تعقد الشبكة التي نفدذت هجومات باريس رغم استمرار بعض زوايا الظل في هذا الملف، ورفض المتهم الأساسي صلاح عبد السلام الحديث مع المحققين ومع دفاعه.في ملف يتكون من آلآف الصفحات ويشرف عليه 6 قضاة مختصون في قضايا الإرهاب في ملف استثنائي كشف عن شبكة دولية معقدة في الإرهاب. رأس مدبرة بسوريا ومنفذون بأوربا بالإضافة إلى فرق لدعم اللوجيستيكي. وقد قتل 9 إرهابيين بباريس وبعملية المداهمة التي عرفتها سان دوني، ويوجد 8 أشخاص قيد التحقيق: صلاح عبد السلام المتهم الأساسي في هذه القضية،وشخصان متهمان بمساعدته على الهروب إلى بلجيكا،وشخص آخر ساعده عندما كان هاربا،وجزائري وباكستاني كان لهما مشروع للمشاركة في هذه العمليات،بالإضافة إلى شخصين من بينهما جواد بنداوود المتهم بمنح عبد الحميد اباعود شقة بساندوني للاختباء بها.بالإضافة إلى هؤلاء المعتقلين بفرنسا هناك عدد آخر ببلجيكا،أحد أبناء عم صلاح عبد السلام المتهم بمنحه آخر شقة كان يختبئ بها،وشخصين تم العثور على بصماتهما في أماكن الاختباء،وشخصين آخرين تطالب بهما العدالة،محمد البقالي وهو متهم بالقيام بالعمل اللوجيستيكي،ومحمد لبريني وهو متهم بوضع حقائب مفخخة بمطار بروكسيل قبل أن يلوذ بالفرار. كما تم اعتقال 3 متهمين بايطاليا،بالمغرب والجزائر وشخص رابع معتقل بتركيا وهو متهم بالقيام بعملية رصد وتصوير المواقع التي تم الهجوم عليها. هذا العمل الإرهابي الذي تم بباريس تطلب مشاركة شبكة معقدة ومتعددة من الأشخاص كما كشف التحقيق لحد الان مرتبط أيضا بالعمليات التي تمت ببروكسيل في 22 مارس والذي خلف 32 قتيل لكن رغم ذلك هناك تساؤلات مازالت مطروحة حول هذه العمليات الإرهابية وكذلك بعض أماكن الظل في هذا الحقيق.وتتم توجيه الاتهامات إلى بعض أخطاء الاستخبار والمسار الغامض لبعض الإرهابيين.وهناك تساؤلات حول عبد الحميد اباعود الذي تم تقديمه باعتباره العقل المدبر لهذه العمليات والذي هو مجرد زعيم خلية ببلجيكا كيف تمكن من التحرك بحرية بأوربا رغم أنه كان تحت طائل مذكرة بحث دولية وكيف تمكن سامي اميمور من مغادرة فرنسا رغم أنه ممنوع من السفر ليرحل في اتجاه سوريا سنة 2013 قبل ان يعود ليشارك مع عنصرين في مهاجمة قاعة الباتاكلون؟ هذه الوضعية جعلت البرلماني جورج فنيش عن حزب الجمهوريين الذي كان على رأس اللجنة البرلمانية حول العمليات الارهابية يعتبر ان الاستخبار «فشلت « بشكل عام في القيام بمهامها سواء الفرنسية او البلجيكية». وقد اشارت أسبوعية الاوبس الفرنسية ان تقريرا للشرطة البلجيكية كشف ان البوليس ضيع اكثر من 13 فرصة للقبض على المجموعة التي خططت ونفذت عمليات باريس،وأضافت ان المحققين البلجيكيين منذ فبراير 2015 كانوا يتوفرون على تقرير لعمليات التصنت تتعلق بأشخاص متهمين بالإرهاب في علاقتهم بصلاح عبد السلام كما انهم لم يتجاوبوا مع طلب اسباني منذ ثمانية اشهر يخص الاخ الأكبر لصلاح وهو إبراهيم، الذي فجر نفسه في احد مقاهي باريس في 13 من نونبر.معلومات حول الانتحاري بلال هادي الذي فجر نفسه بملعب سطاد دوفرانس التي لم تستثمر رغم مرور 6 اشهر على توفرهم عليها. وفيما يخص الكموندو الرابع الذي فجر نفسه بالملعب الفرنسي، فقد استعمل جوازات سفر سورية مزورة من اجل الوصول إلى اوروبا من خلال العبور عبر طريق اللاجئين السوريين. وقد تمكن الاخوان العراقيان من المرور منها وتفجير نفسيهما بالملعب الفرنسي، لكن الجزائري عادل الحدادي ذا 29 سنة والباكستاني محمد عثمان 19 سنة لم يتمكنا من الوصول إلى فرنسا،وتم توقيفهما في جزيرة يوروس اليونانية.وممن أثار الشكوك محمد عثمان الذي لا يتكلم العربية،وعادل حدادي لم يعرف الحديث عن حلب التي ادعى انها مدينته.وقد تم اطلاق صراحهما بعدما اعتبرهما مهاجرين اقتصاديين، وتمكنا من الوصول إلى النمسا في 14 من نونبر أي يوم بعد عمليات باريس.لكن عثور المحققين الفرنسيين على بقايا جوازات سفر سورية بسان دوني قرب بقايا جسد احد المنتحرين سوف يقود المحققين إلى طريقهما وتم تحديد موقعهما بزالسبورغ قبل ان يتم اعتقالهما في 10 في ديسمبر في احد مخيمات اللاجئين.وفي هاتفيهما تم العثور على تبادل مكالمات مع شخص يسمى «أبو احمد» يستعمل رقما تركيا وهو نفس الرقم الذي سوف يتم العثور عليه مع احد منتحري سان دوني، وقد تم تسليم الشخصين إلى فرنسا. وهذا الأخير هو الذي تحوم حوله الشكوك باعتباره العقل المدبر لعمليات باريسوبروكسيل، وان عبد الحميد اباعود كان مجرد منسق لهذه المجموعة.وحسب المعلومات التي نشرتها جريدة لوموند في 8 من نوفمبر فإن المخابرات البلجيكية مقتنعة بأن الأمر يتعلق بأسامة احمد عطار، وهو بلجيكي من 32 سنة ، سبق ان تطرقت لاسمه الصحافة البلجيكية، وهو المتهم بالتنسيق في العمليات التي ضربت باريسوبروكسيل انطلاقا من سوريا. وفي انتظار بروز معلومات جديدة حول هذا الملف القضائي الشائك، وذي الأبعاد الدولية في العمليات الإرهابية التي تعرضت لها كل من باريسوبروكسيل، فإن الأنظار تتجه إلى احد المشاركين في هذه العملية، وهو صلاح عبد السلام، الذي قرر الصمت كلما سئل عن دوره في هذه العمليات، ودوره إلى جانب عبد الحميد أباعود في تشكيل الكوموندو الذي ضرب باريس، وكذلك دور اللوجيستيك الذي قام به سواء في نقل الانتحاريين إلى ملعب فرنسا وعودته نحو بلجيكا دون ان ينتحر كباقي المجموعة التي رافقته،وأسباب تراجعه عن الانتحار في اخر لحظة كما ذكر للمحققين.وهو ما جعل المحققين يتساءلون عن دوره في العملية التي لم تتم بالمقاطعة 18 لباريس والتي تبناها تنظيم داعش دون ان تتم.وهو ما يجعل عددا كبيرا من الأسئلة مطروحة و مازالت بدون جواب في هذه القضية المعقدة والتي تعتبر امتحانا كبيرا للقضاء الفرنسي والبلجيكي.