توجت الزيارة الملكية لدولة جنوب السودان الفتية بصدور بيان مشترك ،جاء فيه أنه و بدعوة من سلفا كير ميارديت ، رئيس جمهورية جنوب السودان، قام جلالة الملك محمد السادس، بزيارة رسمية لجوبا يومي 1 و2 فبراير 2017 الجاري. وكان جلالة الملك محمد السادس مرفوقا خلال هذه الزيارة بوفد رفيع. وتعكس هذه الزيارة التي استمرت ليومين، التزام جلالة الملك محمد السادس وفخامة الجنرال سلفا كير ميارديت، رئيس جمهورية جنوب السودان، بقيم الوحدة الإفريقية والتضامن والأخوة، كما تشهد على الإرادة القوية للمغرب للمساهمة في تعزيز الاستقرار وإرساء السلم بجنوب السودان. وأوضح البيان أنه وخلال مباحثاتهما، أشاد فخامة الرئيس سلفا كير ميارديت وجلالة الملك محمد السادس بروابط الصداقة التي تجمع بين البلدين، كما عبرا عن تشبثهما بتعزيز العلاقات الثنائية القوية بين المغرب وجنوب السودان. وحدد قائدا البلدين عددا من المجالات التي من شأنها إعطاء الزخم المنشود لتطوير العلاقات بين البلدين، كما عبرا عن عزمهما الراسخ على النهوض بتعاون جنوب-جنوب رابح-رابح ومنتج للثروة، بما في ذلك من خلال إرساء آلية ثلاثية من أجل تعبئة التمويلات المخصصة للتنمية الدولية والخبرة الضرورية لتحقيق التنمية المستدامة وتحسين إطار عيش الساكنة المحلية، في وقت تسعى فيه جنوب السودان إلى رفع التحديات.وفي هذا الإطار ترأس قائدا البلدين حفل التوقيع على اتفاقيات ومذكرات تفاهم في مجالات جوهرية. وهكذا أشرف جلالة الملك وفخامة السيد سلفا كير ميارديت على حفل التوقيع على اتفاقية تهم تشييد مدينة رامسييل الجديدة. وتغطي باقي الاتفاقيات ومذكرات التفاهم مجالات الفلاحة والطاقة والمعادن والهيدروكاربورات والصناعة والاستثمار وتجنب التهرب الضريبي والتكوين المهني والشراكة الاقتصادية بين أوساط الأعمال. وتفتح هذه الاتفاقيات آفاقا جديدة للتعاون بين البلدين في المجالات السالفة الذكر. وفي هذا السياق، أكد جلالة الملك للرئيس سلفا كير استعداد المغرب لتقاسم خبرته مع جنوب السودان في مجالات الأمن والتنمية الاقتصادية والاجتماعية، بهدف المساهمة في استقرار وتنمية هذا البلد الفتي. ونوه جلالة الملك محمد السادس بالدعوة التي أطلقت مؤخرا من قبل فخامة السيد سلفا كير ميارديت، من أجل حوار وطني، واصفا إياها بالمبادرة الجريئة لتحقيق هدف الاتحاد الإفريقي من أجل إسكات صوت الأسلحة بحلول 2020 وخلق جو من الاستقرار والتنمية والرخاء في جنوب السودان. كما عرفت الزيارة حفل تدشين وإطلاق العديد من مشاريع التنمية البشرية التي يشرف عليها المغرب بجنوب السودان، وهو ما يعكس بشكل جلي تضامن المغرب مع شعب جنوب السودان. منها تدشين المستشفى الطبي والجراحي الميداني التابع للقوات المسلحة الملكية المقام بجوبا بهدف تقديم خدمات طبية لفائدة ساكنة جنوب السودان. وزيارة مستودع للمساعدة الإنسانية التي منحتها المملكة المغربية. وبهذه المناسبة، قام جلالة الملك محمد السادس بتوزيع كميات من هذه المساعدات على عدد من الأشخاص النازحين داخلي، وكذا زيارة للمستشفى الرئيسي بجوبا، حيث سلم جلالة الملك هبة عبارة عن مواد وأجهزة طبية، تفضلت بمنحها مؤسسة محمد السادس للتنمية المستدامة. و أشاد فخامة الرئيس سالفا كير ميارديت برؤية جلالة الملك محمد السادس من اجل تقوية التعاون الإفريقي والتعاون جنوب-جنوب، علاوة على جهود جلالة الملك للحفاظ على السلم والاستقرار والنهوض وتحقيق ازدهار القارة. وبعد أن اعتبر أن مسألة الصحراء هي مختلفة في تركيبتها وطبيعتها القانونية والسياسية عن قضية جنوب السودان، أقر فخامة الرئيس سالفا كير ميارديت بجهود الأممالمتحدة الرامية إلى التوصل إلى حل سياسي لهذا الخلاف الإقليمي حول الصحراء. وأشاد الرئيس بالجهود الجادة وذات المصداقية التي يبذلها المغرب. و هنأ فخامة الرئيس سالفا كير مايارديت جلالة الملك محمد السادس على عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي ورحب بالدعم الذي حظيت به المملكة من لدن أغلبية ساحقة من البلدان الإفريقية. وفي هذا الإطار ، أبرز فخامة الرئيس سالفا كير مايارديت دور المغرب ومساهمته الفعلية من أجل التنمية والوحدة والاستقرار في القارة. كما أشار البيان إلى الدور الذي تقوم به المنظمات القارية وكذا تشكرات جنوب السودان للزيارة الملكية ، وقدم جلالة الملك دعوة رسمية لسيلفا كير لزيارة المغرب وهو ما وافق عليه كير وسيتم تحديد الزيارة في وقت لاحق عبر القنوات الدبلوماسية، وفي هذا السياق، أكد جلالة الملك للرئيس سلفا كير استعداد المغرب لتقاسم خبرته مع جنوب السودان في مجالات الأمن والتنمية الاقتصادية والاجتماعية، بهدف المساهمة في استقرار وتنمية هذا البلد الفتي. وأشرف جلالة الملك رفقة رئيس جمهورية جنوب السودان فخامة سالفا كير ميارديت على تسليم هبة من الآليات والتجهيزات الطبية لفائدة المستشفى المركزي بعاصمة جنوب السودان. وتندرج هذه المبادرة، التي تعد تعبيرا عن العزم الراسخ لجلالة الملك على إضفاء محتوى إنساني لتضامن المغرب مع بلدان القارة الإفريقية والتعاون جنوب-جنوب، في إطار البعد الاجتماعي والإنساني للتعاون الفاعل ومتعدد الأشكال والمكثف الذي يجمع المملكة المغربية بعدد من بلدان القارة. وتتألف هذه الهبة الممنوحة من طرف مؤسسة محمد السادس للتنمية المستدامة، من تجهيزات تهم وحدة طب العيون ومصلحة النساء والتوليد بمستشفى جوبا. وتضم على الخصوص، بالنسبة لمصلحة طب النساء والتوليد، 4 حاضنات، و3 طاولات مسخنة، وآلتين للتهوية، و3 آلات للتصوير العلاجي، وعدد من حزم لوازم التوليد والإنعاش بالنسبة للمواليد الجدد. وبالنسبة لوحدة طب العيون، تضم الهبة منظارا لعمليات جراحة العيون، و»كاميرا فوندوس»، وآلة لقياس المجال البصري، إلى جانب لوازم علاج داء المياه البيضاء والجراحات الصغرى، ومنظارين للعيون. وبهذه المناسبة قدمت إدارة المستشفى المركزي لجوبا لجلالة الملك هدية عبارة عن زي تقليدي جنوب سوداني فخري يسمى محليا ب «لاوا». كما أشرف الملك محمد السادس ، رفقة رئيس جمهورية جنوب السودان سلفا كير ميارديت ، على تسليم هبة إنسانية هامة لفائدة ساكنة هذا البلد الشرق إفريقي. وتندرج هذه الهبة الملكية الممنوحة من طرف مؤسسة محمد السادس للتنمية المستدامة، في إطار التضامن الفاعل للمملكة المغربية مع بلدان القارة الإفريقية الشقيقة، حيث تتألف من 267,5 طنا من مختلف المواد الغذائية. كما تشمل هذه الهبة 70 طنا من الأغطية و10 أطنان من تجهيزات الطبخ الممنوحة لساكنة جنوب السودان بمخيمات النازحين. وقام جلالة الملك محمد السادس، مرفوقا بالأمير مولاي إسماعيل، ورئيس جمهورية جنوب السودان سلفا كير ميارديت بزيارة ضريح الراحل جون كرانغ، حيث وضع جلالته إكليلا من الزهور ترحما على زعيم استقلال جنوب السودان. وخاض جون كرانغ، الرجل السياسي والعسكري المزداد بتاريخ 23 يونيو 1945، مفاوضات سلام مع السودان في 2002 توجت ثلاث سنوات بعد ذلك بالتوقيع على اتفاق عام للسلام، عين بموجبه في 9 يوليوز 2005 نائبا للرئيس السوداني في حكومة الوحدة الوطنية، وفي 30 يوليوز من نفس السنة، لقي جون كرانغ مصرعه في حادثة سقوط المروحية التي كانت تقله بجنوب السودان.