جددت منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) دعمها لجهود المغرب من أجل الحفاظ على مختلف مكونات التراث الثقافي غير المادي الذي تزخر به المملكة, والتي توجت مؤخرا بتسجيل مهرجان الكرز لصفرو كعنصر خامس ضمن القائمة التمثيلية. وأبرزت السيدة سيسيل دوفيل سكرتيرة اتفاقية اليونسكو للحفاظ على التراث الثقافي, أنه وبعد «الفضاء الثقافي لساحة جامع الفنا» و»موسم طانطان» و»النظام الغذائي للبحر الأبيض المتوسط» و»الصيد بالصقور..تراث إنساني حي» ينضاف مهرجان صفرو إلى هذه القائمة التي «تسعى إلى إبراز التراث الثقافي غير المادي بصفة عامة وزيادة الوعي بأهميته وتشجيع الحوار في إطار احترام التنوع الثقافي». وأكدت السيدة دوفيل في تصريح لوكالة المغرب العربي للانباء على أهمية إدراج مكونات التراث الثقافي غير المادي بالنظر إلى مساهمتها في «حشد مزيد من الاهتمام بمفهوم التراث غير المادي بشكل عام». يذكر أنه يتم الاحتفاء سنويا ومنذ ما يقرب من القرن بمهرجان الكرز. ويتم خلال هذا المهرجان الذي ينظم خلال شهر ماي من كل سنة ولمدة ثلاثة أيام تثمين هذه الفاكهة المتميزة التي تمثل شعار المدينة عبر العديد من التظاهرات ,من بينها استعراض موكب ملكة حب الملوك في احتفالات راقصة وموسيقية واستعراضات للمنتجين المحليين لهذه الفاكهة. وبخصوص مهرجان صفرو ,ترى المسؤولة باليونسكو ,أن تسجيله ضمن اللائحة التمثيلية سيسمح للمغرب ب»تعبئة عدد متزايد من الفاعلين , خاصة في أوساط الشباب,من خلال تشجيع دينامية الاقرار بالأهمية القصوى لهذا النوع من التراث من أجل تحقيق مزيد من التماسك الاجتماعي». وكانت اللجنة الحكومية للحفاظ على التراث الثقافي غير المادي للإنسانية, قد وافقت على إدراج مهرجان الكرز لصفرو ضمن اللائحة التمثيلية السالفة الذكر, لاسيما وأن سكان المدينة جميعا يساهمون في إنجاح هذه التظاهرة حيث تساهم النساء الحرفيات في صنع أزرار من الحرير للملابس التقليدية التي يتم ارتداؤها بالمناسبة , فيما يقدم مشذبو أشجار الكرز هذه الفاكهة في حين يساهم أصحاب النوادي الرياضية في المنافسات الرياضية مقابل إحياء فرق محلية للموسيقى والرقص للاحتفالات التي تتخلل المهرجان. وترى مسؤولة اليونسكو, أن مهرجان الكرز يوفر أيضا الفرصة لكل مكونات المدينة لعرض أنشطتها وإنجازاتها وخاصة وأن الشباب يشاركون في هذه الأنشطة الاحتفالية ضمانا لاستمراريتها , مما يجعل من هذه التظاهرة «مصدر افتخار يغذي روح الانتماء للمدينة ,ويساهم في تعزيز الهوية المحلية». وبخصوص وضعية الحفاظ على التراث الثقافي غير المادي الوطني, أوضحت السيدة دوفيل ,أن المغرب مدعو قبل متم السنة الجارية, إلى تقديم تقرير دوري حول تنفيذ اتفاقية اليونسكو «بما في ذلك وضعية المكونات المسجلة» مبرزة أن ذلك سيسمح بالتوفر على تقرير مفصل حول هذه التدابير. وأضافت في هذا الصدد قائلة «يبدو أن المغرب مستعد لذلك بفضل ما يتوفر عليه من خبراء وطنيين متميزين». أما بالنسبة لإدراج عناصر أخرى من التراث غير المادي على المدى القصير, أوضحت المسؤولة باليونسكو أن «هذه التسجيلات ليست من محض الصدف» معربة عن اقتناعها بأن «المغرب يتوفر على مكونات جميلة أخرى سيرشحها في المستقبل». وبخصوص التعاون القائم بين المغرب واليونسكو في هذا المجال قالت السيدة دوفيل إن هذا التعاون يمكن أن يتخذ عدة أشكال ولاسيما على مستوى مكتب منظمة الأممالمتحدة بالرباط , من أجل « تعزيز قدرات مختلف الفاعلين ومالكي التراث غير المادي بغرض الحفاظ عليه». وكشفت في هذا الصدد ,أنه «تم مؤخرا إطلاق مشروع تعاون هام بفضل تمويل نرويجي, مما سيسمح بالعمل مع المغرب في هذا المجال لمدة سنتين على الأقل». ويروم هذا المشروع الذي يتمحور حول حماية التراث الثقافي غير المادي مواكبة المغرب في وضع السياسات التشريعية والاطارات المؤسساتية من أجل تحديد الحاجيات الخاصة بالتراث غير المادي مضيفة أن تكوين الموارد البشرية الخاصة بهذا المجال سيكون في «صلب التعاون» القائم بين الجانبين. و.م.ع