حمل المؤرخ الفرنسي «جيل مانسيرون» مصالح الاستخبارات الفرنسية والمغربية، مسؤولية اغتيال الشهيد المهدي بنبركة. وجاء هذا الاتهام خلال مداخلة ألقاها «مانسيرون» داخل مقر الجمعية الوطنية الفرنسية الذي احتضن يوم السبت الماضي، ملتقى حول الاغتيال السياسي الذي طال شخصيات سياسية مغاربية وفرنسية. وقال «مانسيرون»، في الملتقى الذي انعقد تحت شعار «الاغتيالات السياسية والجرائم الاستعمارية: الحقيقة والعدالة»، إن الأدلة الأولية في ما يتعلق باغتيال مهدي بن بركة، فرحات حشاد، أمقران ولد عاودية وهنري كوريال تشير إلى أن مصالح تابعة للمصلحة الفرنسية للتوثيق الخارجي والتجسس المضاد، متورطة فيها وأن هذه الحالات تعد أمثلة على «العنف الممارس على المناضلين ضد الاستعمار». وأوضح المؤرخ الفرنسي أنه في اكتوبر 1965 «قام أعوان شرطة المصلحة الفرنسية للتوثيق الخارجي والتجسس المضاد والمصالح المغربية، بتنظيم عملية اختطاف الرجل السياسي والمناضل ضد الاستعمار مهدي بن بركة بباريس قبل أن يتم اغتياله»، مذكرا بأن وثائق مصالح الاستخبارات البريطانية تفيد بأن كل الأدلة تشير إلى أنه كان هناك «تواطؤ كبير» للجهة الفرنسية في قضية بن بركة، ومضيفا أنه يبدو أن «الجهتين (المغربية و الفرنسية) كانتا مسؤولتين بصفة متساوية». وعرف الملتقى مشاركة البشير بن بركة، نجل الشهيد المهدي بن بركة، الذي قال إن الاغتيال السياسي طبق بصفة تلقائية من قبل السلطات الاستعمارية كسلاح ضد الحركة التحررية الوطنية لإضعافها، والحد من إمكانياتها الرامية إلى خلق مجتمع ديمقراطي في مرحلة ما بعد الاستقلال». وجاء تنظيم الملتقى بمبادرة من «جمعية الحقيقة والعدالة لفرحات حشاد»، و»مؤسسة المهدي بنبركة»، وبتنسيق مع العديد المنظمات الحقوقية الفرنسية ونقابات العمال في فرنسا، وعرف مشاركة مجموعة من المؤرخين والشخصيات الحقوقية.