تلقى مربو ومربيات ومساعدات المؤسسة المغربية للنهوض بالتعليم الأولي بفاس بكثير من الاستغراب قرار توقيفهم عن العمل لمدة 3 أيام، الذي اتخذته إدارة المؤسسة انتقاما منهم على أساس أنهم «غابوا» عن التكوين بدون مبرر من 3 يوليوز 2013 إلى غاية 5 يوليوز 2013، ووصفوا القرار بالجائر، انطلاقا من عدم شرعيته لأنهم لم يتغيبوا كما جاء في محاضر مدير المؤسسة، موضحين في تصريح للجريدة ، أنهم قاطعوا هذه التكوينات لانعدام الشروط الأساسية لمتابعتها، وأن المقاطعة لم تكن تمردا أو عصيانا وبدليل يقول أحدهم «أننا تابعناها لمدة يومين متتاليين حتى لم يعد بإمكاننا ماديا تحمل تغطية مصاريفها من تنقل وأكل بعد أن لم تصرف أجورنا في وقتها، علما بأن البند الخامس من العقدة المبرمة مع المؤسسة يحدد أن مختلف التكاليف المتعلقة بالتكوينات هي من تحمل المؤسسة وليس المربين، ونستغرب كذلك أن المادة 37 من مدونة الشغل التي اعتمد عليها لاتخاذ هذا الإجراء تحدد الإنذار ثم التوبيخ أو التوقيف وبذلك يعتبر اللجوء إلى التوقيف انتقاميا أكثر منه تدبيريا، مما يبين أن المورد البشري غير ذا قيمة بالنسبة لمستصدر القرار باعتماده الجزر والتعسف بدل التفاهم و الحوار»، مضيفين، أنهم رفضوا بالإجماع تسلم هذا القرار الذي اعتبره لا يستند لمعطيات دقيقة. وقد حمل الطاقم التربوي مسؤولية عدم السماح لهم بالعودة إلى مقرات عملهم، الذي التحق بمقرات عمله يوم 10 يوليوز 2013، بعد منعهم من ولوج المدارس يوم 10 يوليوز 2013 من طرف حراس الأمن، مما سبب لهم، حسب تصريحاتهم، كثيرا من المهانة، متسائلين، في ظل هذه الأوضاع، وبعد تفاقم بعض المشاكل، وكان آخرها توصلهم فقط بنصف رواتب الشهرية لشهر يونيو 2013، عن مصيرهم المهني في ظل مؤسسة يجهلون كيفية تدبيرها؟ كما جاء في نص الرسالة التي وجهت إلى المدير، وهل هي مؤسسة مستقلة كما ينص على ذلك قانونها الأساسي، أم فرع من مؤسسة محمد السادس للأعمال الاجتماعية للتربية والتكوين؟، معلقين عن عدم استفادتهم من الخدمات التي تقدمها هذه المؤسسة إذا كان الأمر كذلك؟، وعن عدم انعقاد مجلسها الإداري لأزيد من ثلاث سنوات. معاناة أخرى حددها المربيون والمربيات بخصوص تكوينات عن بعد عن طريق الشبكة العنكبوتية التي تُعد وتصرف فيها مبالغ باهظة، في الوقت الذي لا نتوفر كمربين أو في مدارس المبادرة الوطنية للتنمية البشرية على الآليات الضرورية لاستغلاله والاستفادة منه، إلى جانب لقاءات وأنشطة التي تتطلب لوجيستيكا مكلفا لا يستفيد منها كافة المربين.. أسئلة بالغة الأهمية وضعها الطاقم التربوي ضمن أجندته المطلبية حتى يتمكن من تحديد وضعه الإداري، حول معرفة طبيعة هذه المؤسسة، هل هي عمومية؟ أو شبه عمومية؟ أم منظمة غير حكومية؟، علما أنهم ولجوها على إثر مباراة وطنية لحاملي شهادة الإجازة أَعلن عنها عبر الوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات، بالإضافة إلى فترة تكوين بالجامعة المغربية لمدة سنة - كلية علوم التربية بالرباط، جامعة مولاي إسماعيل بمكناس، وجامعة الحسن الأول بسطات - مصحوبة بتداريب في الميدان. تجدر الإشارة، إلى أنه في ظل هذا الوضع قد تم إغلاق بعض وحدات الأقسام المدمجة بمدينة ميسور، حيث تم تسريح 52 مربيا(ة) في ظل اتفاقية مع النسيج الجمعوي بالمدينة، وكذا إغلاق وحدات في مدينة خنيفرة في ظل اتفاقية مع الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة مكناس تافيلالت. في حديث للجريدة، تقول إحدى المربيات، «إن ما من شيٍء يسوغ تأخير المؤسسة صرف الرواتب كاملة، لأن المربين والمربيات يشتغلون ويواجهون مصاريف العيش بعيداً عن عائلاتهم، يضطر الكثيرين منهم إلى الاستدانَة من أجل تدبر الأمور، وهو ما ينعكسُ على نفسيَّة الأستاذ وأدائه لواجبه».