في أفق الكشف عما توصلت إليه من حلول وما استطاعت جمعه من آراء لإنقاذ التعليم المغربي وإيجاد مخارج للمشاكل التي يتخبط فيها، هاهي وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة تعلن نهاية رحلة البحث والتقصي والتي ابتدأتها منذ عشرة أشهر، في مشاورات عبأت لها حسب بلاغ توصلت الجريدة بنسخة منه، 7000 من الأطر الإدارية والتربوية وشارك فيها ما يفوق 80.000 مشارك في الورشات من تلاميذ وأساتذة وأطر وأولياء الأمور، مع مساهمة أزيد من 100 000مشاركة فعلية للفاعلين التربويين وشركاء المدرسة المغربية في نقاشات بناءة، حسب البلاغ، حول الإجراءات العملية والملموسة لتنزيل خارطة الطريق لتجويد المدرسة المغربية، وفق منهجية تشاركية موسعة، والتي اختتمتها وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، أول أمس، بلقاء مفتوح مع الأطر التربوية والإدارية بالأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الرباط – سلا- القنيطرة. الوزارة، التي نوهت في نفس البلاغ بالمشاركة الواسعة للأطر التربوية والإدارية وجميع الفاعلين من داخل منظومة التربية والتكوين في مختلف أطوار هذه المشاورات التي أطلقتها، من 5 ماي إلى 6 يوليوز الجاري، تحت شعار «من أجل تعليم ذي جودة للجميع»، والتي عرفت مشاركة 21 ألفا و837 أستاذة وأستاذا في إطار 1761 مجموعة تركيز، أكدت أن هذه المشاورات الرامية إلى إغناء خارطة الطريق وتنزيل الأوراش ذات الأولوية خلال الخمس سنوات المقبلة، من أجل تعليم ذي جودة ينتصر لقيم الإنصاف وتكافؤ الفرص ويخدم المصلحة الفضلى للناشئة التربوية، عرفت تنظيم 360 ورشة مفتوحة مع أطر الإدارة التربوية و360 مجموعة تركيز مع هيئة المراقبة والتأطير التربوي. ولم يفت الوزارة الوصية ، كذلك، الإشادة بالانخراط الجاد للفاعلين على المستوى الترابي من سلطات وجماعات ترابية وممثلي المصالح الخارجية للقطاعات الحكومية والمؤسسات الوطنية وشركاء اجتماعيين وهيئات وجمعيات أولياء الأمور وخبراء، حيث تم عقد 83 لقاء ترابيا و249 ورشة تشاورية، يقول البلاغ لافتا إلى أن هذه اللقاءات تميزت بالمشاركة المسؤولة لحوالي 4500 فاعل إقليمي ومحلي وانخراط 20 ألفا و666 مشاركا من أمهات وأباء وأولياء أمور التلميذات والتلاميذ في 1756 مجموعة تركيز، بالإضافة إلى اجتماعات لجن التشاور، فضلا عن مشاركة المتعلمات والمتعلمين في مختلف المستويات الدراسية، والذين أبانوا،حسب ما جاء في بلاغ الوزارة الوصية، عن وعي كبير برهانات مدرسة الجودة وبرهنوا عن حس نقدي كبير يسائل واقع المدرسة اليوم ويرسم معالم مدرسة المستقبل، حيث تم تنظيم 6270 ورشة عمل عرفت مشاركة ما يفوق 33 ألف تلميذة وتلميذ بمختلف الأسلاك التعليمية، وتوزعت المشاركات بين ورشات الخيال الإبداعي ومجموعات التركيز، أشرف على تأطيرها حوالي 3163 منشطة ومنشطا من داخل منظومة التربية والتكوين، في احترام للمعايير المنصوص عليها في إشراك الأطفال. الوزارة لم يفتها الإشادة بالمشاركة المواطنة لمختلف الشركاء الذين أسهموا في تيسير عمل هذه المشاورات والتعريف بالإجراءات التي جاءت بها خارطة الطريق والمساهمة في دعوة المواطنين إلى إغنائها وتقديم مقترحات ستساهم في تجويدها من خلال رصد الممارسات الفضلى، والتجارب المبتكرة والأفكار المبدعة والمقترحات العملية. كما أكدت في ذات البلاغ أن منصة مدرستنا www.madrastna.ma، التي أطلقتها لتوسيع دائرة المشاركة أمام الجميع والتي ستستمر في استقبال الاقتراحات إلى غاية 10 من يوليوز الجاري، عرفت عدد زيارات بلغ 277 ألفا من داخل المغرب وخارجه بولوج للمنصة من 77 دولة موردة أن استبيان المواطن تم الاطلاع عليه حوالي 112 ألف مرة وتمت تعبئة 22 ألف و190 استمارة عبر هذه المنصة، كما تم تلقي ما يزيد عن700 مساهمة حرة تخص إغناء الإجراءات المتضمنة في خارطة الطريق لتجويد المدرسة العمومية، وأعلنت الوزارة في بلاغها أن تقديم التقارير التركيبية على صعيد كل الجهات بالاعتماد على الكفاءات والخبرة الوطنية سيتم خلال شهر شتنبر المقبل ذلك وفق منهجية علمية سيعلن عنها في حينه. في انتظار الحلول التي ستتمخض عنها تلك المشاورات الوطنية حول مدرسة عمومية تستجيب لتطلعات المغاربة الذين يعتبر التعليم شغلهم الشاغل والإشكالات التي تتخبط فيها منظومة التربية والتكوين مافتئت ترخي بظلالها على يومياتهم ويوميات أبنائهم، نتساءل هل ستكون هذه المشاورات سببا في وضع التعليم المغربي على سكته الصحيحة ووضع برامج عملية ومقررات تشريعية وتنظيمية وتدبيرية تساهم في إنعاش آمال الشعب المغربي أم ستكون كمثيلاتها من البرامج والمشاريع التي لم تغادر توصياتها الرفوف؟!
