بعد الهزيمة التي مني بها البيجيدي في انتخابات الثامن من شتنبر، سارع أبرز قياديي الحزب إلى تقديم نقد ذاتي، والدعوة إلى الاعتراف بالهزيمة وتحمل المسؤولية التاريخية، فيما دعى آخرون إلى فك الإرتباط مع حركة التوحيد و الإصلاح التي تعد الذراع الدعوي للحزب. وقد طالب حامي الدين القيادي بحزب المصباح بتبني هذه الأطروحة – فك الارتباط – ، وفي نفس الوقت لا قت تصريحاته جدلا واسعا بين الإخوان فبادروا قبالرد عليه و رفض فكرة القطع مع الجيل المؤسس الذي يمثل جزءا منه كلا من عبد الإله بنكيران و العثماني و الرميد… وكانت الهزيمة المدوة قاسية على بيت البيجيدي، حيث هزت أركانه من الداخل، فعجلت ببروز تيارات و أصوات داخل الحزب تدعو إلى تغيير القيادة الحالية المتمثلة في سعد الدين العثماني و عقد مجلس وطني استثنائي في القريب العاجل. ويرى متابعون أن العدالة والتنمية تعرض لأصعب نكسة انتخابية منذ السماح لجزء من الحركة الإسلامية الدخول للمشاركة من داخل المؤسسات الدستورية منتصف تسعينات القرن الماضي، لكن ذلك لا يعني نهايته وربما قد يعود في الاستحقاقات المقبلة أو التي تليها كأن شيئا لم يقع، خصوصا إذا لم تجب هاته الولاية على ما يكفي من الطلب الاجتماعي المتنامي. وحسب مراقبين للوضعية السياسية التي يعيشها البيجيدي، فإن الحزب خسر المعركة الانتخابية التي تعد واجهة من واجهاته التي يبني عن طريقها نفوذه السياسي والاجتماعي والايديولوجي، لكن لا زال هذا الحزب يحتفظ بقلاعه الاجتماعية ومنافذ الاستقطاب الدعوي والاختراق المجتمعي بالإضافة الى ايديولوجية سياسية ذرائعية تسمح له بامتصاص النكسات السياسية والهزات التنظيمية.