لا زالت أزمة انقطاع التيار الكهربائي بعدة دواوير بإقليم شفشاون ممتدة، ولا زالت أصوات تتعالى مطالبة بإيجاد حل عاجل وفوري لهذه المشكلة الآخذة في التعاظم والتعقيد. وتعيش عدة دواوير بجماعة المنصورة بالإقليم المذكور، معضلة انقطاع التيار الكهربائي عنها لمدة ناهزت ستة أشهر، دون أي تحرك من الجهات المعنية والمسؤولة بالدرجة الأولى. ويشتكي المواطنون بهذه الدواوير "تسكالة ومزينش وولاد فراح" من التماطل الكبير الذي طال هذا المشكل وتمديده بشكل يثير الاستغراب، معبرين بذلك عن غضبهم تجاه تداعياته التي أصبحت عاملا رئيسيا في الهجرة نحو المدن. ويبدو أن هذا المشكل أصبح يكتسي طابع الموسمية، خصوصا خلال الأعياد الدينية وشهر رمضان، ففي كل سنة يعود هذا السيناريو إلى الواجهة، الأمر الذي يثير تساؤلات وسط المتابعين للشأن المحلي حول النية وراء ذلك. وعلمت جريدة "المغرب 24" من مصادر خاصة أن هذا المشكل يتحمل مسؤوليته المكتب الوطني للماء والكهرباء بالدرجة الأولى، كونه لم يواكب عملية استخلاص الفواتير منذ الوهلة الأولى، إلى أن بلغت الأمور ما هي عليه الآن. وحسب ذات المصدر، فإن الفواتير تراكمت على المواطنين، ولن يكون في مقدورهم تسديد هذه المبالغ أبدا، كون الحالة الاقتصادية في المنطقة تعاني من الهشاشة، ومعظم الأسر مدخولها الشهري منخفض جدا ولا تستطيع سداد مبلغ 10000درهم مثلا. ويستنكر المصدر إقدام المكتب الوطني للماء والكهرباء على قطع التيار الكهربائي عن بعض الدواوير مع العلم أن هناك من لا زال ملتزما بالأداء، وهم أصحاب المقاهي والمحلات التجارية، وبعض الأسر التي تستعمل الكهرباء لأغراض طبية في المنزل. ويُنْذر هذا المشكل بحالة من التوتر في صفوف المواطنين في الأيام المقبلة، حيث بدأت بوادر إقدامهم على خوض أشكال إحتجاجة أمام إدارة المكتب للتنديد بالوضع القائم. ولعل آخر هذه الاحتجاجات تلك التي عرفها مركز "باب برد" حيث احتج عشرات الساكنة من منطقة "أشداد" بعد انقطاع التيار الكهربائي عنهم، منستنكرين حرمانهم منه،خصوصا قبل أيام قليلة من عيد الأضحى.