رد بقوة محمد أمحجور، عضو المجلس الوطني للبيجيدي والنائب الأول لعمدة طنجة، على آمنة ماء العينين، النائبة البرلمانية وعضو المجلس الوطني للحزب، حيث ذكرها بأن الأمانة العامة التي رشحتها في دائرة انتخابية ضدا على مناضلي الحزب حلال وقرارتها بخصوص ولاية بنكيران حرام. وقال أمحجور في تديونة مطولة ردا على تدوينة سابقة لماء العينين : "قضية جوهرية تستدعي التصحيح في الفلسفة القانونية للحزب… الاكتشاف العجيب لآمنة ماء العينين.. اطلعت على تدوينة "بكل موضوعية وبعيدا عن النقاش المسطري" كما نشرتها الأخت الفاضلة والمناضلة آمنة ماء العينين على صفحتها في الفايسبوك، والحقيقة أنني ترددت في نشر تدوينتي هاته، التي تعكس عجبي واستعجابي من مضمونها وتوقيت نشرها.." وأضاف "لكن قدرت ألا بأس في النشر ما دام أن النقاش الحزبي المتعلق بحزب العدالة والتنمية أصبح شأنا عاما لا حرج في تقاسمه مع عموم المتابعين والمهتمين، خاصة وأنه في عمومه يجري في احترام كبير لقواعد الحوار المحترم للأصول والآداب التي لا تفسد للود قضية. وعودة إلى تدوينة الأخت الفاضلة التي عابت في مقدمتها على الأمانة العامة دخولها في جدل الولاية الثالثة، وهو الأمر الذي ما كان لهذه الأخيرة أن تتدخل فيه بحسب رأيها"، مضيفا "وبعد ذلك ستبين لنا الأخت أن النقاش القانوني الجاري داخل الحزب قد كشف قضية جوهرية تستدعي التصحيح في الفلسفة القانونية للحزب، لتخبرنا أن الأمانة العامة ليست هيئة تنفيذية كما يتردد بل هي هيئة تقريرية فعلية تتجاوز المجلس الوطني والمؤتمر الوطني معا. وللتدليل على دعواها ساقت لنا أختنا الفاضلة مثال اللجنة التحضيرية للمؤتمر ومحدودية صلاحياتها واشتغالها تحت سقف قرار الأمانة العامة". الحقيقة، يضيف أمحجور، "أنني صدمت حين قراءتي لما كتبته الأخت آمنة، فكأنها تكتشف الحزب ومنطق اشتغاله وبنائه المؤسسي وهندسته التنظيمية. وأضاف أمحجور أن كل ما ذكرته الأخت هو من باب السماء فوقنا هكذا كان الحزب وهكذا اشتغل وهكذا انتصر وهكذا اتخذ كل القرارات التي جعلته كما هو اليوم. وأنا أشهد من موقع المعاينة والمشاركة في كثير من هيئاته الوطنية والمركزية أننا لم نبدل في جوهر ما ذكرته الأخت شيئا يستحق الذكر"، مضيفا "بل إننا هكذا أمضينا مؤتمراتنا السابقة ومنها المؤتمر الوطني الخامس الذي كان من أصعب مؤتمراتنا حيث تم خلاله نقل القيادة بكل سلاسة من الدكتور الخطيب رحمه ا إلى الدكتور سعد الدين. ومنها أيضا المؤتمرين السادس والسابع حيث استلم القيادة في الأول الزعيم وجدد له في الثاني. وتابع المتحدث نفسه في كل هذا المسار اشتغلت اللجنة التحضيرية كما اليوم، في ظل الإشراف الكامل والتام للأمانة العامة.. كما أن المجالس الوطنية اعتمدت بنفس المنهجية وصادقت على كل ما يتعلق بالمؤتمرات المتتالية أوراقا ومساطرا وبرامجا، كما أن كل هذه المؤتمرات التأمت وقررت واختارت وفقا لنفس المنطق الذي نشتغل به اليوم. والغريب أيضا في تدوينة أختنا هو توقيتها، الذي جاء في الوقت الميت بعد أن أنهينا مسار التحضير، فأين كانت أختنا حينما تم اقتراحها من قبل الأمانة العامة لعضوية اللجنة التحضيرية، فقبلت ولم تعترض؟ ألم تكن على دراية "بمحدودية" مهام اللجنة التحضيرية و"خضوعها التام" للأمانة العامة؟ ثم كيف صمتت أختنا طوال هذا المسار التحضيري فلم تثر هذه المسألة على الأقل علانية كما فعلت اليوم؟ وأنا تيسر لي أن أحضر بعض أشغال التحضير ومن خلالها اللقاء بالأخت الفاضلة والتحاور معها، ولا أذكر أنها أثارت هذا الأمر معي.. إن تسليم الأخت آمنة بكل ما ذكرته من مقدمات، وعلمها المفترض والمطلوب بكل ما يتعلق بأشغال التحضير كما جرى به عمل الحزب منذ أن كان، وسكوتها على كل ذلك، ينزع عنها كل "مشروعية" اعتراض متأخر على منهجية إعداد أفضت إلى نتائج لربما لم توافق قناعاتها ورأيها وخياراتها.." وبالتالي لا يليق بها، يضيف أمحجور، "أن تعبر عن ذلك فور انتهاء مسار الإعداد بما نعلمه من مخرجات المجلس الوطني للحزب.. ثم ولتسامحني أختي الفاضلة في الانزياح بها إلى أمر آخر، لكن على علاقة وثيقة بالموضوع، إذا سلمنا بأن العيب الكبير الذي "اكتشفته" حين بدى لها أن "الأمانة العامة هي ليست هيئة تنفيذية كما يتردد، بل إنها هيئة تقريرية فعلية تتجاوز المجلس الوطني والمؤتمر الوطني معا"، فكيف جاز لنفس هذه الهيئة "المتغولة والمتفلتة من عقالها"، أن تأتي بك بقرار خالص لها وتضعك وكيلة لائحة بدائرة لا تربطك بها أية علاقة؟ وكيف جاز للأمانة العامة أن "تدوس" إرادة واختيار مناضلي الدائرة وتأتي بقرار ملزم لهم لا راد له؟ كيف يعقل ويستقسم أن يكون هذا الأمر له منطق هنا وشبيهه لا منطق له هناك؟" وأضاف أمحجور مخاطبا ماء العينين "أنا مقتنع بأن ما قامت به الأمانة العامة في حقك قرار مشروع لا غبار عليه، ومقتنع أيضا أنك من أنجح البرلمانيات عطاء وإنتاجا وحضورا، وأنك تستحقين أن تمثلي الحزب في أي دائرة انتخابية قررت أمانته العامة ترشيحك فيها. لكنني أردت فقط أن أبين لك من خلال هذا المثال الذي يعنيك مباشرة أن هذا النموذج في التدبير الحزبي هو الذي ارتضيناه واشتغالنا به جميعا دونما اعتراض". وختم تدوينته بالقول "ختاما لست ممن يجمدون على كسب بشر، لكن العاقل هو من يجدد ويراجع بمنطق منسجم غير مرتبك، وفق الشروط الفضلى الميسرة للمراجعات الحقيقية لا تلك الخاضعة للرغبات والقناعات التي لا ترسو على حال. كما أن العاقل لا يمكن أن يقبل بالمقدمات وبشروط المدخلات ثم يسارع إلى نقدها ورفضها مباشرة بعد تعارض النتائج والمخرجات مع ما كان يرجو ويتمناه.