تحدث عبد اللطيف أبدوح القيادي بالمكتب التنفيذي لحزب الاستقلال ونائب رئيس الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية بمجلس المستشارين عن التحديات التي طبعت مسيرة حياته منذ الطفولة، وعن الأجواء التي يعيشها خلال شهر رمضان وعلاقته بزوجته وأبنائه والوسط العائلي بصفة عامةحاولت "المغربية" من خلال لقائها بعضو اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال الإقتراب من العالم الخاص لشخصية الاستقلالي عبدا للطيف أبدوح. هل المتأمل في حياة عبد اللطيف أبدوح سيجدها مليئة بالتحديات، من خلال اهتمامه بالسياسة منذ الطفولة؟ بطبيعة الحال فعامل التحدي طبع حياتي منذ الطفولة، خصوصا أن منزل العائلة كان قريبا من مقر حزب الاستقلال بمدينة مراكش، ما جعلني أتردد عليه من أجل المشاركة في جميع الأنشطة الخاصة بالطفولة وهو ما مكنني مع مرور الوقت من ربط علاقات صداقة مع مجموعة من الشباب، الذين التقي بهم بمقر الحزب ،فانخرطت في عدد من الجمعيات المدنية داخل مؤسسات حزب الاستقلال نظرا لقوة الحزب في تلك الفترة وتعدد اهتماماته وهيكلته، التي كانت تستوعب كل الشرائح، كان أولها جمعية التربية والتخييم، التي كانت تهتم بالتنشيط التربوي للطفولة على امتداد السنة يجري تتويجه بمخيمات صيفية لفائدة الأطفال. مع توالي الأيام أصبحت من ضمن الطر المسؤولة عن الجمعية ومن بين الأشخاص الذين يؤطرون المخيمات الصيفية بعد اجتيازي لمرحلة التدريب، التي كانت تشرف عليها وزارة الشباب والرياضة، تحملت مسؤولية الكاتب العام لجمعية الشبيبة المدرسية على مستوى مدينة مراكش والمستوى المركزي وانتقلت بعد ذلك إلى الشبيبة الاستقلالية، التي فتحت لي الفرصة لألتقي مع االأطر وكفاءات استقلالية، وخلال دراستي الجامعية التحقت بالإتحاد الوطني لطلبة المغرب وعينت عضوا بالمكتب التنفيذي لجامعة القاضي عياض، وبعد حصولي على الإجازة في شعبة الجغرافيا دخلت عالم السياسة من بابه الواسع. وماذا عن النضالات التي طبعت مسيرتك الجامعية؟ حياتي الجامعية كانت مليئة بالنضالات ، كنت من بين الذين يؤطرون الطلبة وأهتم بقضاياهم، خصوصا أنني أصبحت معروفا في أوساط الطلبة بممارستي للعمل النقابي والنضالي داخل الجامعة، وبحكم اهتمامي الشغوف بالعمل السياسي والتنظيمي ، كنت دائم الحضور في نقابة الاتحاد العام للشغالين وانتخبت كاتبا عاما لمنظمة الشبيبة الشغيلة. ماهي الشخصية التي تعتبرها أنها أثرت في مسار حياتك؟ كما هو معلوم، فتكويني تلقيته داخل حزب الاستقلال، وكنت دائما أعتبر زعماء الحزب قدوة بالنسبة لي، لكوني مغرم بشخصياتهم إلى درجة أنني تأثرت بطريقة كلامهم وطريقة تفكيرهم، وكنت أتابع بشغف كبير تدخلاتهم في اللقاءات والاجتماعات التي يشاركون فيها، وأحلم دائما بالوصول إلى مرتبتهم. شهد حزب الاستقلال تراجعا خلال الاستحقاقات الانتخابية الأخيرة بمدينة مراكش؟ أظن أن مدينة مراكش عرفت تراجعا ملموسا على مستوى العمل السياسي، الذي ظهر جليا في الاستحقاقات البرلمانية والجماعية الأخيرة، خاصة بعد نسبة العزوف الكبيرة التي جرى تسجيلها في صفوف الناخبين، والمسؤولين بالحزب على علم بهدا الواقع بسبب المهنية والأساليب والوسائل المستعملة، التي يجب تطويرها، وهم في وقفة تأملية لتشخيص الوضع السياسي بمدينة مراكش من أجل إيجاد صيغ بديلة وملائمة بعد ملاحظة غياب الفئة المتوسطة في المشاركة السياسية. كيف تنظر إلى تمثيلية المرأة في المجال السياسي بمدينة مراكش؟ الذي يمكن تسجيله بشكل إيجابي في مدينة مراكش، هو التجاوب الكبير مع التوجيهات الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، في ما يخص تطوير الممارسة السياسية الخاصة بالانتخابات الجماعية من خلال إشراك المرأة في تدبير الشأن المحلي، فانتخاب فاطمة الزهراء المنصوري عمدة مراكش شيء إيجابي وجديد في المدينة الحمراء. لابد من الإشارة إلى أن مدينة مراكش عرفت خلال فترات سابقة دخول المرأة في المشاركة السياسية في وقت كان ينظر إليها بنوع من الاحتقار، واستطاعت مليكة العاصمي مثلا سنة 1975 الدخول إلى المجلس الجماعي بعد فوزها في الانتخابات الجماعية وكانت من بين الأعضاء النشيطين في تلك الفترة. أول علاقة حب عاشها عبد اللطيف أبدوح في حياته؟ بالنسبة لموضوع العلاقة العاطفية، لابد في البداية من تحديد مفهومها، فهناك علاقة سطحية وأخرى عميقة، فخلال دراستي عشت في جو متفتح يسوده الاختلاط بين الجنسين ساعدني في ربط علاقات صدقة بين عدد من الصديقات في الدراسة، إلا أن اللحظة العاطفية الأولى التي عشتها وأعتبرها عميقة هي تلك التي عشتها مع زوجتي الحالية، خلال دراستي الجامعية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية، والتي انطلقت من علاقة حب إلى أن تطورت إلى زواج. كم عدد أبناء عبد اللطيف أبدوح؟ لدي ثلاثة أبناء ما زالوا يدرسون، أكبرهم يدعى نيزار، يبلغ من العمر 19 سنة، يدرس بالتعليم العالي، وبنتين الأولى تبلغ من العمر 18 سنة التحقت بالسنة الثالثة من الباكالوريا والصغيرة تبلغ من العمر 16 سنة، انتقلت للدراسة في المرحلة الثانوية. ما علاقة عبد اللطيف أبدوح بالرياضة؟ شخصيا أمارسها لفترات قليلة، لكن أنا من بين الأشخاص الذين يشجعون الاهتمام بالمجال الرياضي ومن بين المهتمين والمتابعين للرياضة بشكل عاد. هل أنت من الرجال الذين يعولون على الزوجة في قضاء أغراضهم؟ لابد من الإشارة إلى أنني أقدمت على الزواج في سن مبكرة، خصوصا بعد قصة الحب التي عشتها مع زوجتي، وهو ما جعلني أحس بنوع من الارتياح وأعيش حياة سعيدة مع زوجتي بفضل الانسجام والتعايش الحاصل بيننا، لكن أحبذ الاعتماد على زوجتي في تدبير الحياة المنزلية وتربية الأبناء، خصوصا وأن اشتغالي في الحقل السياسي ومواكبتي للأنشطة السياسية جعلني دائم الأسفار والغياب عن المنزل. كيف تقضي شهر الصيام، وكيف تدبر "شهيوات" رمضان في الأكل مع الزوجة والأبناء؟ شهر رمضان شهر العبادة والصيام ويتميز بطقوس وعادات خاصة تختلف عن باقي الشهور الأخرى، شخصيا أعتبر هذا الشهر أهم شهور السنة الهجرية، لأنه بالنسبة إلي اعتبره فرصة ومناسبة لمحاسبة ذاتي في وقفة تأملية ومراجعة أوراقي وجرد حصيلة السنة ووضع برنامج المستقبل، واستغل هدا الشهر الكريم في القراءة والمطالعة، خصوصا أنني من هواتها في جميع التخصصات، كما أن أجواء رمضان تجعلني أقترب من أسرتي نعيش معا لحظات الصيام والإفطار في جو حميمي بشكل جماعي، وتبدع زوجتي التي تبذل مجهودا كبيرا خلال هذا الشهر في تنويع مائدة الإفطار بمأكولات شهية ومتنوعة تفتح الشهية عند تناول الإفطار. ماهي المدينة المفضلة عند عبد اللطيف أبدوح لقضاء العطل؟ أنا كثير التجول بين المدن بالنظر إلى طبيعة العمل الذي اشتغل فيه، والحزب الذي أنتمي إليه، أما في ما يخص العطلة السنوية فأخصصها للعائلة والأسرة والأبناء، وتكون الوجهة المفضلة لقضائها من اختيار جميع أفراد الأسرة بشكل ديمقراطي من خلال إشراك الجميع في النقاش وحرية الاختيار وهي الطريقة التي اعتدت التعامل بها مع أبنائي وزوجتي، ليست فيها هيمنة الأب على القرار. أما المدينة التي أفضلها شخصيا لقضاء عطلتي فهي مدينة مراكش، التي ترعرعت فيها لأنني أعشقها حتى النخاع وأجد فيها راحتي الشاملة بالإضافة إلى زيارة بعض المناطق بضواحي المدينة التي تغري مناظرها الطبيعية والخلابة بالمشاهدة. ماهو الشيء الذي ظلت زوجتك تحتج وتسجل باستمرار اعتراضها بشأنه؟ كما قلت سابقا فكثرة الأسفار بين مختلف المدن بسبب طبيعة عملي، جعل زوجتي تحتج علي دائما بسبب إرهاقي في العمل المتواصل ومنح كل الوقت للعمل السياسي ، وكانت تطلب مني ضرورة الاستمتاع ببعض الوقت مع الأسرة من أجل أخذ قسط من الراحة بعيدا عن هموم العمل.