نفذت مجموعة من أساتذة الأقسام التحضيرية في ثانوية عمر بن عبد العزيز التأهيلية في وجدة، صباح الأربعاء، 13 فبراير 2013، وقفة احتجاجية إنذارية ضد الطاقم الإداري للمؤسسة، دامت ساعة كاملة. ومباشرة بعد الوقفة، حضر مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين في الجهة الشرقية إلى عين المكان وعقد جلسة مع ممثلين عن الأساتذة المُحتجّين، اقترح خلالها المسؤول الجهويّ خيار إرسال لجنة رسمية لتقصي الحقائق ورفع الموضوع إلى المصالح المركزية، أو إشراف الأكاديمية على عملية التدخل لفضّ النزاع بين الإدارة والأساتذة وجلوس الأطراف المتنازعة على طاولة المفاوضات محليا للوصول إلى حلول إجرائية لمجموعة من «الاختلالات» التي يعرفها وضع بعض الأقسام التحضيرية في المؤسسة، والتي أدت إلى التشنج في العلاقة بين بعض الأساتذة والطاقم الإداري. ويبدو أن تكليف زوجة مدير الدراسة بالتدريس في الأقسام التحضيرية كانت فقط النقطة التي أفاضت الكأس وكشفت مشاكل يتهم فيها بعض الأساتذة الإدارة ب»تحريض التلاميذ على تحرير عرائض ضد أستاذة وتوزيع الاستفسارات بسبب أو بغيره على الأساتذة والتلصص على تحركاتهم وإرغامهم على مسايرة قرارات الإدارة «المزاجية»، الأمر الذي خلق وضعا صعبا للدراسة والتحصيل والاشتغال ومزّق العلاقات التي من المفروض أن تسود أجواء مؤسسة تربوية وتعليمة، خاصة في مستوى الأقسام التحضرية»، بتعبير أحد الأساتذة. ومن جهته، نفى مدير المؤسسة أن يكون المشكل المفتعَل عاما، حيث مصدره أربعة أو خمسة أساتذة من أصل 41 أستاذا يمارسون مهامّهم في أجواء عادية وضمير مهنيّ صادق. وأشار إلى أن «الأستاذة المذكورة تم تعيينها من طرف وزارة التربية الوطنية، لكفاءتها وشواهدها، ولا دخل للإدارة في ذلك، وهي لا تملك حقّ التعيينات أو الإعفاءات، كما أن العرائض التي تم تحريرها ضد أستاذة فقط جاءت من طلبتها، الذين هم راشدون ولا دخل للإدارة في علاقتها معهم، اللهم تدخلها لتهدئة الوضع وإعادة الأمور إلى نصابها». وأشار مدير المؤسسة إلى أن بعض الأساتذة، وهم قليلون، أسقطوا غضبهم على الإدارة بعد توصلهم بتوبيخ من الوزارة واقتطاعات، كباقي الموظفين، نتيجة الإضرابات التي خاضوها، ولتغطية التراخي في العمل والتأخرات وعدم الجدّية، مذكرا بأنه رغم معاملته الحسنة لهؤلاء ومحاورتهم ومحاولته إقناعهم باحترام القوانين العامة والالتزام بالقانون الداخلي للمؤسسة فإنهم لا يُبالون بذلك، بل يلقي بعضهم نظرات احتقار.. وكلما اضطر إلى استفسارهم لتذكيرهم بواجباتهم ثارت ثائرتهم رافضين ذلك، حسب تصريح المدير، بل ذهب بعضهم إلى الاعتداء عليه.. وضع غريب يتطلب تدخلا عاجلا وفتح تحقيق في سير المؤسسة الخاصة بالأقسام التحضيرية لتبديد الخلافات وإعادة أجواء الثقة والاستقرار التربويّ والدراسي، خاصة في مستوى هذه الأقسام ذات التعليم العالي، التي تتطلب التركيز والهدوء والطمأنينة.
