قال الحسين عموتة، مدرب فريق السد القطري لكرة القدم، إن البون شاسع ما بين البطولة المغربية والقطرية من حيث جميع الإمكانيات والوسائل المادية واللوجيستيكية، وأشار في حوار أجرته معه «المساء» إلى أن الوضعية الحرجة التي يجتازها المنتخب الوطني لا تغريه بتحمل مسؤولية تدريبه. - مهمتك مع السد القطري لا تقتصر على تدريب الفريق فقط؟ لقد اضطلعت، بموجب عقد رسميّ، بمهمة الإشراف العامّ على الإدارة الفنية لفريق السد القطري برمته، بما في ذلك جميع الفئات العمرية للأخير، حيث خول لي العقد الذي سبق أن أبرمته مع الفريق ذاته تسلُّمَ مهامّي في الوقت الذي أراه مناسبا.. ومن ثمة باشرتُ مهامّي الجديدة برفقة نادي السد القطري فور انتهاء عقدي الرّسمي مع فريق الفتح الرّباطي، أضف إلى ذلك أنه كانت ما تزال تربطني علاقة وثيقة الصّلة مع جميع مكونات فريق السد القطري منذ كنت لاعبا محترفا في صفوف الأخير، لمدة ناهزت الأربع سنوات.. كما أنّ مسؤولي نادي السد القطري كانوا يتابعون عن كثب مسيرتي الموفقة مدربا للعديد من الأندية الوطنية، خاصة الاتحاد الزموري للخميسات والفتح الرباطي وفور الاقتناع التام بمؤهلاتي بادروا بالتعاقد معي بصفة رسمية، علما أنه كان بمستطاعي الانضمام إلى نادي السد القطري قبل هذا التاريخ، لكنْ كان لزاما عليّ من الناحية الأخلاقية احترام بنود العقد الذي كان يربطني بفريق الفتح الرباطي. - هل من مقارنة ما بين مستوى الممارسة الكروية في الدوري القطري والبطولة الوطنية «الاحترافية»؟ يبتسم) بطبيعة الحال، لا يختلف اثنان وبدون أدنى تردّد في القول إنّ البون شاسع، بل صارخ، ما بين الدوري الوطني والقطري، حيث تتوفر هنا جميع الإمكانيات والوسائل المادية واللوجيستيكية، فضلا على سيادة التنظيم المحكم والاحترافي، وبالتالي انتفاء جميع أشكال العشوائية في الدوري القطري. - وجّه مسؤولو العديد من الأندية الوطنية، خاصة في القسم الأول انتقادات شديدة اللهجة للجنة البرمجة في الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم بدعوى أنها لا تخدم مصالحها، لسيادة ما أسموه «العشوائية».. ماذا عن طبيعة برمجة المباريات في الدوري القطري؟ في الحقيقة، تتوصل جميع الأندية هنا، عند بداية كل موسم كرويّ، بأجندة مدققة ومتكاملة تخصّ جميع المباريات، سواء في الدوري المحلي أو في مسابقة الكأس أو المشاركات القارية للأندية القطرية.. ما يساعد الإدارة الفنية للأخيرة في لوضع برنامج جيد ومدقق للإعداد القبْلي، بعيدا عن أي شكل من أشكال الارتجالية والعشوائية، فضلا على ما تتلقاه الأندية من دعم مالي كبير جدا لتدبير شؤونها، وبالتالي تعبيد الطريق أمامها لتحقيق نتائج جيدة. كما أنّ الاتحاد القطري لكرة القدم تبنى -منذ زمن بعيد- سياسة استقدم بموجبها العديد من أبرز اللاعبين الدوليين المُجرّبين، سواء من البرازيل أو من أوربا أو إفريقيا ما منح الدوريَّ القطريَّ نكهة خاصة «دوري النجوم».. - فاز المنتخب الإيفواري لأقلَّ من 17 سنة بلقب الدورة العاشرة لبطولة إفريقيا للفتيان، والتي نظمت في المغرب، في حين اكتفى المنتخب الوطني للفتيان باحتلال المرتبة الرابعة في المسابقة ذاتها، هل من تعليق على هذه النتيجة؟ أعتقد أنّ أهمّ ما حققه المنتخب الوطني للفتيان من هذه المسابقة هو التأهّل إلى كأس العالم للفئة ذاتها، والتي ستحتضنها الإمارات العربية المتحدة في شهر أكتوبر المقبل، وذلك للمرة الأولى، ما يُعدّ إنجازا تاريخيا لا يخلو من قيمة.. كما أنّ الإنجاز نفسَه يُعَدّ بمثابة «صحوة» لكرة القدم الوطنية، دون أن ننكر أن الجميع كانوا عاقدين العزم على فوز المنتخب الوطني للفتيان باللقب القارّي، لكن تحقيقه المرتبة الرابعة نتيجة إيجابية.. - يمر المنتخب الوطني للكبار من مرحلة فراغ حقيقية، جراء توالي خيبات الأمل الناجمة عن النتائج السلبية المتلاحقة.. هل تقبل يوما، في ظل هذه الظروف، الإشراف على إدارته التقنية؟ بطبيعة الحال، تسلم مقاليد تدريب المنتخب الوطني يُعدّ بمثابة مسؤولية تاريخية لن أتأخر في قبولها يوما، ما دام أن شغفا كبيرا يتملكني لخدمة مصلحة بلدي، وأجد هذا الشعور عاديا، لكنْ للأسف لا تغريني الوضعية الحرجة التي يجتازها المحيط العامّ للمنتخب الوطني المغربي في الوقت الراهن بالإشراف على إدارته الفنية، نتيجة لتراكم المشاكل.. كما أنّ جميع المتدخلين في منظومة كرة القدم الوطنية، من صحافة ومُدرّبين تعاقبوا على تدريب المنتخب الوطني المغربي، فضلا على أنصار الأخير، ما زالوا لم يتمكنوا بعدُ من تحديد الأهداف التي نروم الوصول إليها على المدى البعيد، بمعنى آخر: هل سنكتفي بتكوين منتخب وطني تنافسي (كهدف آني) أم لا بد من تحقيق الفوز بألقاب المنافسات التي نشارك فيها؟.. ما يُبرز الحالة التي وصل إليها المنتخب الوطني المغربي، والتي يسودها التخبط وضبابية الرؤية. - سبق للمدرب رشيد الطوسي أن وصف الدوري القطري بالضّعيف من حيث الأداء البدنيّ والتقني للاعبين، مبرّرا بذلك الاستغناء عن خدمات عميد المنتخب الوطني، الحسين خرجة، ما هو تعليقك؟ في الحقيقة، هذا تبرير مردود عليه، ولا يستند إلى أي أسس صحيحة بنسبة ألف في المائة.. ما دام أنّ أي مدرب يحلم بالتدريب في الدوري القطري، الذي بات يستقطب ألمع نجوم كرة القدم في العالم، على غرار راوول غونزاليس، مامادو ديانغ، عثمان العساس ويونس محمود، هداف المنتخب العراقي وغيرهم كثير من كبار اللاعبين.. ما يعطي البطولة القطرية إضافة إلى نوعية وقيمة تقنية وتكتيكية بالغة الأهمية. كما أنّ اللاعبين -مَهْما بلغ مستواهم التقني- يختارون وبدون أدنى تردّد الاحتراف في الدوري القطري في ظلّ وجود أفضل الإمكانيات اللوجيستيكية والمادية، ما يعني أنّ وصف الدوري القطري بالضعيف لا أساس له من الصحّة.