استدعى القضاء بالقنيطرة، القائد السابق لجماعة «سيدي الطيبي»، في قضية تتعلق بالبناء العشوائي في المنطقة، يتابع فيها عدد من المتهمين بالبناء بدون ترخيص. وكشف مصدر موثوق، أن القائد عبد الحق القرفي، سيمثل أمام المحكمة الابتدائية بالقنيطرة، في الثالث والعشرين من شهر يونيو المقبل، للاستماع لشهادته بشأن محاضر معاينة لمخالفات تتعلق بالبناء بدون ترخيص، كان قد حررها ضد مجموعة من المواطنين حينما كان يمارس مهامه بجماعة «سيدي الطيبي». وأوضح المصدر، أن القاضي عبد الرزاق الجباري، قرر استدعاء المسؤول المذكور، بعدما طعن المتابعون في هذا الملف في تلك المحاضر، وأدلوا بوثائق تثبت توفرهم على كافة التراخيص الضرورية التي تسمح لهم بمباشرة أشغال البناء، نافين بشكل مطلق مخالفتهم لضوابط البناء. وتعيش منطقة «سيدي الطيبي» على إيقاع احتجاجات شبه يومية لمواطنين سئموا العيش في ظروف تغيب عنها أدنى شروط العيش الكريم، بسبب تفشي ظاهرة البناء العشوائي التي حولت الجماعة إلى بؤر لكل أنواع الفساد والإجرام والتردي الاجتماعي والاقتصادي. ورغم أنها لا تبعد عن العاصمة الرباط إلا بكيلومترات قليلة، إلا أن المسؤولين عنها من رجال السلطة، الذين عاثوا فيها فسادا، ظلوا يتمتعون بحماية خاصة، رغم ضلوعهم المباشر في ما عرفته الجماعة من تسيب عمراني خطير، جنوا من ورائه الأموال الطائلة، طوال فترة توليهم شؤون الجماعة، دون أن يُفتح تحقيق في الموضوع. وكانت المنطقة، قد حظيت بزيارة ملكية سنة 2005، قصد إنقاذها من مستنقع البناء العشوائي، بإخضاعها لبرنامج إعادة الهيكلة وإعادة الإيواء، إلا أن هذا المشروع واجه صعوبات كبيرة، نتيجة عدم انخراط السلطات وعدد من المنتخبين بشكل جدي في البرنامج، وهو ما جعل السكان يعانون من أوضاع جد مأساوية إلى حد الآن.