حبسَ حادثُ وفاةِ سيدة مغربية بعد عودتها من أداء مناسك العمرة بالديار السعودية أنفاسَ المسؤولين عن قطاع الصحة؛ لحسن الحظ أن التحاليل المخبرية التي أجريت للراحلة أظهرت أنها لم تكن تعاني من فيروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط. غير أن السؤال المهم الذي يجب طرحه في هذا الباب هو: هل مستشفياتنا العمومية التي تشرف عليها وزارة الصحة مستعدة للتعامل مع هذا الوباء الفتاك في حالة ما إذا وصل (لا قدر الله) إلى المغرب عن طريق المعتمرين والحجاج الذين يعودون من الديار المقدسة؟ المعطيات الميدانية المتوفرة عن حالة الصحة العمومية في المغرب لا تبشر بالخير لأن أوضاع المستشفيات العمومية متردية، وتكفي جولة بسيطة لأكبرها -وهو المركز الاستشفائي ابن رشد- لتقديم جواب واضح مفاده أنه لا يمكن الاعتماد عليها في مواجهة وباء مُعدٍ وسريع الانتشار، فالمستشفيات العمومية لا تتوفر على الإمكانات اللوجستية ولا البشرية التي تسمح له بمواجهة تفشي وباء من قبيل وباء كورونا لأنها تفتقر إلى أبسط الوسائل الطبية، وتكفي زيارة بسيطة لأقسام المستعجلات من أجل الوقوف على حالة الخصاص المهول الذي يعانيه قطاع الصحة العمومية. وأمام هذا الوضع، فإن المغاربة ليس أمامهم إلى الدعاء من أجل أن يحفظهم الله من الأوبئة الفتاكة وأن يمنع دخولها إلى تراب المملكة، لأن سبل مواجهتها ستكون صعبة للغاية في ظل الظروف المزرية الحالية التي يعيشها قطاع الصحة العمومية.