رغم هزيمته بهدف لصفر أمام منتخب الأوروغواي في المباراة الودية التي جمعت بينهما أول أمس الأحد بملعب أدرار بمدينة أكادير، إلا أن المنتخب الوطني أكد أنه يمضي في الطريق الصحيح، وأن هناك بوادر أمل تلوح في الأفق لتشكيل منتخب قوي ستكون له كلمته وحضوره القوي. لقد قدم المنتخب الوطني مباراة جميلة على كافة المستويات، وإن كانت تنقصها النتيجة، فصدقا لم تكن الهزيمة مستحقة، والمنتخب الوطني كان يستحق التعادل في أسوأ الأحوال، أو الخروج فائزا، لكن هذا درس في الكرة، فمن يفرض أسلوب لعبه أو يسيطر ليس هو من يفوز بالضرورة. وبما أن الأمر يتعلق بمباراة ودية الهدف منها الاستفادة واختبار القدرات وإصلاح مكامن الخلل، فإنه يمكن القول إن محك الأوروغواي كان مفيدا بشكل كبير. لقد تابعنا مباراة ودية أشبه بمباراة رسمية، فمنتخب الأوروغواي لعب بقتالية واندفاع بدني، وسعى لاعبوه إلى غلق المساحات حتى لو كانت بحجم ثقب إبرة، ناهيك عن الضغط العالي المتقدم الذي كانوا يمارسونه على حامل الكرة بشكل يمنعه حتى من التنفس. ورغم أن المنافس من عيار ثقيل، إلا أن المنتخب الوطني نجح في الاستحواذ على الكرة وهو أمر مهم، كما تمكن من فرض أسلوب لعبه وإرغام المنافس على العودة إلى الوراء، وفي بعض الأحيان تشتيت الكرة في أي اتجاه، علما أن المنتخب الوطني كان يبني العمليات بسلاسة كبيرة، وينتقل برشاقة من حالة الدفاع إلى الهجوم. لقد قام المنتخب الوطني في مباراة الأورروغواي بكل شيء، لقد كانت هناك سرعة في اللعب وفي التمرير وفي التحرك والضغط، وفي صناعة الفرص، وكان هناك تنويع في الأداء وفي الاختراق، مرة من وسط الملعب وفي مرات من الأجنحة، ناهيك عن تحكم اللاعبين في الكرة، والجماعية في الأداء، مما سمح لكل واحد منهم أن يجيد على المستوى الفردي، دون الحديث عن أن العديد من اللاعبين الجدد الذين أتيحت لهم الفرصة كالمسعودي ومنير محند المحمدي وياسين بامو، أكدوا أن في جعبتهم الكثير ليقدموه للمنتخب الوطني، وأن تجديد الدماء ومزواجتها بخبرة بعض اللاعبين سيكون له دوره الإيجابي بالنسبة للمنتخب الوطني، فضلا عن أن العميد العائد الحسين خرجة لم يمر على هامش المباراة ولعب بخبرته وقدم أشياء إيجابية لايمكن إلا أن تحسب له، وهو الذي تم إبعاده عن «الأسود» لثلاث سنوات بالتمام والكمال. ورغم أنه من الصعب تجربة لاعب في عشر أو 15 دقيقة، إذ أن مساحة الأداء تكون صغيرة أمامه، إلا أن التغييرات في المباراة كان لها معنى، ولم تكسر إيقاع اللعب، بل أضافت له روحا جديدة، بدليل ما قدمه المسعودي لاعب لييرس البلجيكي والذي لم يتجاوز بعد ربيعه العشرين. مباراة الأوروغواي هي إشارة على أن المنتخب الوطنسي يسير في الطريق الصحيح، وانه بالإمكان أن يكون لدينا منتخب قوي يقدم أداء جيدا ويسعد المغاربة، غير أن الأداء والروح التي عادت يجب ألا تتوقف هنا، فمازال هناك الكثير أيضا للقيام به على كافة المستويات. تبقى الإشارة فقط، إلى اللفتة الجميلة التي قام بها المهدي بنعطية عندما أصر على منح شارة العمادة للعائد الحسين خرجة.. إنها روح الفريق التي نتمنى أن تكون حاضرة دائما في المنتخب الوطني..