الغبن هو من صنع ملحمتنا بصفاقس لو نضبط أعصابنا سنهزم الجزائر أكد الزاكي بادو وهو يستحضر شريط لقاء الفريق الوطني بصفاقس أمام المنتخب الجزائري والذي حمله للمربع الذهبي في أمم إفريقيا 2004، وكأنه حدث البارحة أن الشعور بالغبن و«الحكرة» هو أذكى شرارة حماس لاعبي الأسود حينها وجعلهم يؤمنون بحظهم لغاية الرمق الاخير من المباراة. الزاكي يعيد هنا قراءة شريط المباراة الملحمية التي أجهزنا من خلالها على المحاربين بطريقة هتشكوكية، ويقرأ من زاويته لقاء هذا الاحد بعنابة. المنتخب: نقبل هذا الأحد كمغاربة أجمعين على مباراة بخصوصيات يضيق المجال لحصرها أمام المنتخب الجزائري، كسؤال أول في أي ميزان تضع المواجهة؟ الزاكي بادو: كي أكون كما تعودت دائما موضوعيا ولن أقبل بأن يقول أحد أني خارج الصف. أنا أراها مباراة جد عادية ولا ينبغي تضخيمها بشكل قد لا يخدم مصلحة الفريق الوطني. وإن كان هناك من ضغط فهو الذي يجب أن يتحمله المنتخب الجزائري وليس نحن . هكذا أقدر اللقاء وهذا تصنيفي له. المنتخب: قبل إعطاء تصورك للمباراة المقبلة، لننبش في آخر لقاء جمعنا بالجزائر وكان في صفاقس وحينها كنت أنت من قاد المجموعة للإنتصار، كيف تستحضر شريط تلك المباراة؟ الزاكي بادو: إنها المباراة التي زكت الإنصاف في أكثر صوره عدلا. لقد نجحنا في عبور حاجز الدور الأول في مركز الصدارة وخارج ترشيحات قدمتنا في مجموعة ملغومة على أننا الحائط القصير. ولم يكن ممكنا أن نتراجع عن طموحنا المشروع في التوقيع على كأس أنطولوجية بالمعنى الحقيقي للكلمة بعد كل الأصداء التي كانت تصلنا من المغرب من تفاعل جماهيري كبير. قدمنا دورا أول أفضل من المنتخب الجزائري ولم يكن مقبولا أن نودع في مباراة كنا الأحسن خلالها، لذلك قلت لك إنه الإنصاف. المنتخب: ألم يكن للحظ دور كبير في الإنعطافة التي حدثت في المباراة؟ الزاكي بادو: والحظ كما يقول الفرنسيون يبتسم للشجعان. لماذا نربط الوقائع بالحظ لماذا لا نسميها قوة الشخصية والإرادة الفولاذية التي لم يعد لها وجود؟ ليس سهلا على الإطلاق أن تؤمن بحظوظك كاملة في مباراة وتظاهرة من هذا النوع لغاية الوقت البديل وهذا ما حدث معنا. المنتخب: بصراحة الزاكي ونحن على مشارف استهلاك الوقت البديل، هل كانت تساورك القناعة بالعودة في المباراة؟ الزاكي بادو:وأنا أجيبك بمنتهى الصدق على أني لم أكن التفت للوقت الإضافي بقدر ما كان شيء ما يقول لي أن التعادل قادم لا محالة. كان هناك هاتف يرن بداخلي يقول لي مستحيل أن نقصى في هذا اللقاء تحديدا وبتلك الطريقة, والحمد لله لم يخب ظني والله انصف جهود العبد لله والمجموعة. المنتخب: كررت كلمة الإنصاف في حديثك كثيرا،هل كان هناك من ظلم؟ الزاكي بادو:كانت الحكرة والغبن، ولا أريد أن أذكر الجمهور المغربي بوقائع عاشها بالدقيقة والثانية. لن أنسى أبدا ونحن في المطار قبل الإقلاع لتونس أن هناك من ظل يقول بصوت مسموع لإستفزازنا دعوا محرك الطائرة مشغلا لأنكم ستعودون بسرعة للمغرب. المنتخب: بعد هدف الشماخ هل كنت تتوقع الفوز بتلك الطريقة؟ الزاكي بادو: لو استمرت المباراة لدقائق معدودة كنا سنوقع على نتيجة ربما كانت ستعيد الإعتبار لما حدث 1979. ما كنا نحتاجه هو الثقة وعودة الأمل، لذلك قلت لك أن الإنصاف هو من حضر ليدعم جهودنا وأن التعادل بتلك الطريقة كان مستحقا. حجي والزايري وكل اللاعبين كان بإمكانهم التسجيل والمباراة حفظت في تاريخ وسجل اللقاءات الكبيرة بالتظاهرة القارية. المنتخب: كيف تعايشت بعد المباراة هل كانت أجواء احتفالية خاصة؟ الزاكي بادو:لا، كنت مصرا على أن يظل الهدوء هو المسيطر على محيط الفريق الوطني لأني كنت صاحب هدف وهدفي لم يكن هزم الجزائر أو تضخيم النزال معه، كانت طموحاتنا أكبر من أن تحصر في لقاء واحد وهذا ما ساعدنا على عبور مالي بتلك الطريقة المقنعة. المنتخب: بناء على سابق تجاربك لاعبا ومدربا، كيف تقرأ الفصل التكتيكي للقاء عنابة؟ الزاكي بادو: أظن ولست مبالغا في ذلك أنه لو أمكننا الحفاظ على هدوء الأعصاب مع البداية التي ستكون حاسمة ولا شك، سنكون أقدر خلالها على الردع والمباغثة وفرض إيقاعنا. لو نتفادى الإرتباك وندع الخصم بلا ثقة في النفس وأن لا يفرض علينا أسلوبه، سيمكننا أن نحقق المبتغى إن شاء الله ونعود للمغرب بقدم أولى في "الكان" القادم. المنتخب: برأيك ما هي الجزئية التي بإمكانها صنع الفارق في لقاء بهذه المواصفات؟ الزاكي بادو:الكرات الثابتة والكرات الهوائية الموجهة صوب مرمى الفريقين وارتكاب أخطاء غير محسوبة في أماكن حساسة.