بعد أن كشفت المخابرات المغربية عن عددهم البالغ حوالي مائة من المقاتلين في حركة "شام الإسلام"، وما يزيد عن خمسين مقاتلا ب"جبهة النصرة" التي غيرت اسمها إلى "فتح الشام"، ضمن لائحة تضم 1664 مقاتلا مغربيا موجودين بكل من سوريا والعراق، خرج الجهاديون المغاربة في سوريا عن صمتهم، وأعلنوا عن نيتهم "العودة بوجه مكشوف إلى المغرب". ومن أجل هذا الغرض، أسسوا تنسيقية أطلقوا عليها اسم "جمعية مغاربة سوريا". وكشف بلاغ وقعه كل من "أديب أنور وياسين الغزوي"، وهما متطرفان يقاتلان تحت لواء جبهة النصرة السورية بإدلب ، أن الهدف من الجمعية الجديدة، هو ما وصفوه ب "إخراج قضية المغاربة الذين التحقوا بالثورة السورية من كنف الغموض، ولفتح حوار مع السلطات المغربية من أجل تسهيل عودتهم إلى بلادهم"، معلنين أنهم "لا يملكون أي نوايا ضد مصالح المغرب"، كما دعوا السلطات إلى "اعتماد مندوب يمثل الدولة المغربية في سوريا للوقوف على أوضاع المغاربة". وفي محاولة منهم للتمييز بينهم وبين باقي المقاتلين في صفوف الجماعات المتطرفة الذين يرفضون العودة، شدد البلاغ "أن الجمعية لا تمثل كافة المغاربة المتواجدين في سوريا ولا تتبع لأي جهة". وفي محاولة منهم لتبرير التحاقهم بجبهات القتال في سوريا، أكد هؤلاء أن السبب في ذلك هو ما سموه ب"القتل الذي نهجه جيش بشار الأسد ضد الشعب السوري، الذي خرج يطالب بحقوقه"، مشيرين في هذا الصدد إلى "التعاطف الذي حظيت به الثورة السورية في مختلف بلدان العالم الإسلامي، وهو ما دعاهم إلى الهجرة من أجل تقديم يد العون للشعب السوري". ويطرح المقاتلون المغاربة في سوريا خطة للتواصل مع السلطات المغربية وعموم الرأي العام، وفي مقدمتها "الاتصال المباشر مع الحكومة وعموم الشعب بمختلف فئاته، والعمل على نشر رسائلهم من خلال شبكات التواصل الاجتماعي، وعقد ندوات ولقاءات حول قانون الإرهاب وأثره في المستويين الداخلي والخارجي"، بالإضافة إلى ما ما وصفوه ب"التواصل مع المغاربة في الداخل والخارج المتضررين من قانون الإرهاب، والعمل على توسيع دائرة أصدقائهم في المنطقة والعالم، بهدف كسب تأييدهم ودعمهم لقضيتهم". يشار إلى أن المقاتلين المغاربة في سوريا، يتوزعون على عدد من الجماعات المسلحة المتطرفة، أبرزها تنظيم "داعش والنصرة وحركة أحرار الشام". وكان عدد منهم قد قتلوا في معارك مختلفة ضد الجيش السوري، فضلا عن مصرع العديد منهم في معارك اندلعت بين الجماعات المقاتلة المتطرفة نفسها، بعد تبادل الاتهامات بينهم ب"العمالة وتكفير بعضهم بعضا".