قال مصطفى التليلي، المدير التنفيذي للاتحاد العربي للنقابات، إنه يجب أن تتوحد القوى في المغرب لمأسسة الحوار الاجتماعي ما هي الرهانات وأهداف عقد المؤتمر الثاني للاتحاد العربي للنقابات في المغرب؟ الرهان الرئيسي هو أن تكون لنا حركة نقابية قوية في البلدان العربية، متجذرة ومتجددة، لأننا نعتبر أن الأوضاع المتردية الموجود في عدد من الدول العربية لا يمكن معالجتها إلا بالتعاون بين السلطات التنفيذية، والمنظمات الاجتماعية، والتي من بينها النقابات التي من الممكن أن يكون لها دور إيجابي جدا في البحث عن حلول للمسائل المستعصية. هذا المؤتمر وفي هذا الميثاق بالذات، يقدم تصورات ويقدم حلولا للمشاكل الاجتماعية المزمنة في بلداننا، بما فيها بطالة الشباب، والعجز المتواجد على مستوى صناديق نظم الحماية الاجتماعية، وتشغيل المرأة. . نحتاج في ظل هذه الظروف أن نطور نظام تدريب تهيئة الكفاءات لسوق العمل الجديدة، والتي تتطلب مهارات استثنائية خاصة مع الاقتصاد الرقمي، عامة هذه الرهانات التي سنتناولها، على أن نخرج بتوصيات مفيدة لنا ولأصحاب القرار والسياسات الاقتصادية والاجتماعية في بلداننا. كيف تنظرون إلى مأسسة “الحوار الاجتماعي”؟ سيكون أمرا إيجابيا لو تحقق هذا في أي بلد من البلدان العربية، على سبيل المثال في تونس أقدموا على ذلك من خلال تأسيس مجلس وطني للحوار الاجتماعي، وفي المغرب، الملك محمد السادس دعا في خطابه الأخير إلى ضرورة استحضار الحوار الاجتماعي، وأن يكون هذا الحوار مستمرا ودائما بين الحكومة والأطراف الاجتماعي الأخرى، هذا سيساعد على أن يكون الحوار الاجتماعي ليس فقط حبرا على ورق أو موسميا أو يخضع لمشيئة طرف على حساب طرف، وإنما ينعقد بطريقة دورية منظمة والقرارات التي يتمخض عنها تصبح قرارات نافذة المفعول، على هذا النحو يمكن أن تكون هناك حول الحوار الاجتماعي تعبئة وطنية من أجل التنمية المستدامة، دون ذلك هو حوار السلط، لذلك نعتبر أن تنشيط الحوار الاجتماعي يبدأ بخلق مؤسسة خاصة به، هذا ستكون له فائدة كبرى. ما تقييمك إذن لتجاوب النخب السياسية ومؤسسات الدولة مع هذا النقاش؟ هو في الحقيقة ليس هناك تجاوب، وإنما تكامل، المجلس الاستشاري ليس تقريريا، لا يتخذ قرارات، يقدم ويعد دراسات ولا يأخذ قرارات، الغرفة الثانية تقوم بهذا العمل ولكن ليس مركزا على قانون العمل والأمور المتعلقة بالعمل والمواضيع الثانية، أما نقابات العمل، وأرباب العمل هذه الهيئة لن تكون في تضارب مع الهيئات المتواجدة حاليا، بل ستكملهم وتساهم في تقوية الحوار الاجتماعي، وجعله يقوم بدوره بشكل محدد مسبقا، وأن لا تترك مواضيع مثل سوق العمل والنزاعات في سوق العمل والأوضاع غير مرضية الموجودة داخل المؤسسات أن تبقى بدون متابعة منظمة. هل يسعى الاتحاد العربي للنقابات لتجديد كوادره؟ بالضبط، هذه أحد الأهداف وأولوياتنا، لأنه حان الوقت لأن تتجدد الحركة النقابية وأن نرى الشبان الذين يلجون سوق العمل، ينخرطون في النقابات، لأنه لا يمكن أن نرتقي وأن نقنع الشباب بالانخراط في العمل النقابي دون إشراكهم، وتهيئتهم من خلال تكوين في المستوى ليتحملوا غدا في المستقبل مسؤوليات قيادية بكل جدارة..