انتهت مغامرة المنتخب المغربي لكرة القدم، في كأس إفريقيا للأمم، التي تقام حاليا في مصر، بطريقة حزينة وغير متوقعة، “الأسود” تخرج على يد “السناجب” البنينية، في واحدة من أسوء ذكريات الكرة المغربية في هذه المنافسة القارية. ومع انتهاء هذه المشاركة “المتواضعة” للمنتخب الوطني، يكون مجموعة من اللاعبين، قد وصلوا إلى محطتهم الأخيرة مع المنتخب، والاعتزال الدولي، لم يعد يفرقهم عنه سوى الإعلان الرسمي، بل منهم من أكد على أن “كان” مصر، سيكون هو الأخير له مع المنتخب. امبارك بوصوفة تداولت العديد من التقارير الصحفية، أمس الجمعة، خبر إعلان بوصوفة لاعتزاله الدولي الرسمي، بعد مباراة بنين، وعلى الرغم من عدم تأكيد اللاعب لهذا الخبر، فإن صاحب ال35 ربيعا، قد وصلت رحلته مع “الأسود” لمرحلتها الأخيرة، بسبب تقدمه في السن، بالرغم من أن الرجل قدم مستويات كبيرة في هذه البطولة، وكان يمني النفس بختم مسيرته مع المغرب، بلقب قاري، أو مشاركة مشرفة على الأقل. بوصوفة، خاض 65 مباراة مع “أسود الأطلس”، الأولى كانت في 23 ماي 2006، يعتبر من أبرز اللاعبين الذين حملوا القميص الوطني في العقدين الأخيرين، ويحتفظ عشاق المنتخب بالعديد من الذكريات الرائعة معه، ابرزها “كان” الغابون، ونهائيات “مونديال” روسيا. كريم الأحمدي الأحمدي، واحد من الأسماء القليلة التي تكونت في الديار الهولندية، وتدرجت في منتخبات الشبان، الأولمبي، ثم المنتخب الأول المغربي، وصل هو الآخر لسن ال34، وسيكون “كان” مصر، بنسبة كبيرة آخر تجربة له مع المنتخب الوطني، وهو الأمر الذي لمح له في تصريحات صحفية سابقة. بأخلاقه العالية، وعطاءه الغزيرة في وسط ميدان “الأسود”، استطاع الأحمدي أن يخط إسمه بمداد من ذهب، وكسب مكانة في قلوب المغاربة، هو الذي لعب 53 مباراة مع المنتخب، منذ 19 نونبر 2008. المهدي بنعطية بعمر يناهز 32 سنة، وبمحصلة 58 مباراة مع “الأسود”، يبدو أن قرار بنعطية القادم بالاعتزال الدولي، الوشيك، سيكون “لا رجعة فيه”، بعد القرار الأول الذي سبق وأن أعلن أنه قبل عدة شهور، قبل أن يتراجع عنه بضغط من الجامعة والمدرب هيرفي رونار. العميد، قدم خدمات كبيرة للمنتخب، من بينها قيادته للتأهل ل”مونديال” روسيا الماضي، لكنه فشل في تحقيق الهدف الأول، وهو التتويج باللقب القاري، أظهرته عدسات المصورين وهو يدرف دموع الحسرة والألم، بعد الإقصاء، في مباراة لم يشارك فيها بسبب الإصابة، ويبدو أنها ستكون دموع “وداع” أيضا. نبيل درار هو أيضا اقترب من سن ال34، لاعب سيتذكر المغاربة بشكل كبير ما قدمه في إقصائيات كأس العالم بروسيا، وفي النهائيات أيضا، كما سيتذكرون دموعه الغزيرة بعد الهزيمة أمام البرتغال، لكن تراجع أداءه في الفترة الأخيرة، وخاصة في “الكان” الأخير، سيعجل ب”اعتزاله” الدولي. فدرار، خاض أول مباراة له مع المنتخب في 11 أكتوبر 2008، ولعب 36 مباراة، كان فيها عنصرا أساسيا في الرواق الأيمن، قبل أن تطاله الانتقادات في هذه البطولة، بسبب تقدمه في السن، زياتده في الوزن، وتراجع منسوبه البدني. مروان داكوستا بسن ال34، ومردود متأرجح ين المتواضع والمتوسط، يبدو أن داكوستا قد خاض آخر منافسة له مع المنتخب المغربي، وربما آخر مباراة له، فقد تلقى انتقادات لاذعة من قبل الجماهير، على الرغم من أنه يدخل كبديل للعميد المهدي بنعطية. داكوستا، بصم على انطلاقه قوية له مع “الأسود”، منذ أول ظهور له في 23 ماي من سنة 2014، فقد خاض 31 مباراة، لكن أداءه المتأرجح، وتقده في السن، يعلن عن انتهاء رحلته مع المنتخب. يونس بلهندة على الرغم من أنه مازال في سن ال29، إلا أن هذه النسخة من البطولة القارية، ستكون بنسبة كبيرة هي الأخيرة له في مساره مع المنتخب، خاصة في حال رحيل المدرب هيرفي رونار. بلهندة، تلقى انتقادات كبيرة، بسبب مردوده في عدد من المباريات، بالرغم من أنه كان خيارا أساسيا لعدد من المدربين الذين تعاقبوا على تدريب “الأسود”. لاعب غلاطة سراي التركي، خاض 50 مباراة مع المنتخب، منذ عام 2010، وسجل 5 أهداف فقط. نور الدين أمرابط المقاتل و”البيلدوزر”، ظل واحدا من أبرز نجوم المنتخب المغربي، في الفترة الأخيرة، بتألقه اللافت، في “الكان” و”المونديال” الأخير، غير أن وصوله لسن ال32، واحترافه في الدوري السعودي، ينذر بتراجع مستواه بشكل أكبر، لذلك فإن هذه النسخة من البطولة القارية قد تكون هي الأخيرة له. أمرابط، لعب 50 مباراة مع المنتخب، منذ أول مشارك له سنة 2011، وسجل 5 أهداف. خالد بوطيب احترافه في الزمالك المصري، وتراجع أداءه بشكل كبير، بالإضافة إلى تقدمه في السن، 32 سنة، يؤشر أيضا على انتهاء رحلته مع المنتخب المغربي، فلولا رونار، لما كان بوطيب حاضرا حتى في هذه البطولة القارية، قبل أن تغيبه الإصابة عن مباريات “كان” مصر.