قال مؤسس المنظمة الألمانية غير الحكومية بيكسل هيلبر أوليفر بينكوفسكي الذي كان مشرفا على مشروع النصب التذكاري لضحايا المحرقة، والذي تم تدميره في آيت فاسكا شرق مراكش، إنه وزملاؤه في المنظمة، كانوا يعتقدون بأن هناك قبولا لليهود في المغرب، معبرا بأن الحال ليس كذلك، وصرح بأنهم تلقوا الكثير من الرسائل المعادية للسامية ولمثليي الجنس، حسب ما نقله موقع صحيفة “ذا جيروزاليم بوست” الناطقة بالإنجليزية. وأضاف المشرف على المشروع المتوقف، أن علامات قوس قزح الرامزة لما اعتبره “ضحايا مثليي الجنس، وضحايا المحرقة” في مدخل النصب، تم تدنيسها بالكامل، وفق المصدر نفسه. وادعى بينكوفسكي أن السلطات كانت على علم بأن النصب التذكاري كان قيد البناء، لكنها رفضت في النهاية التعاون، وأشار المتحدث لليومية الإسرائيلية، أن السلطات رفضت منذ البداية تقديم أي تعاون، وخلال العام الأول من العمل، رفض مسؤول محلي إجراء أي اجتماع مع أعضاء المنظمة الألمانية، ما يضع في النهاية علامة استفهام كبيرة، حول تصريح مؤسس بيكسل هيلبر، الذي يتحدث عن عدم تعاون السلطات، خلال فترة شهدت أعمال بناء وتشييد، واشتغال ليست بالقصيرة، والتي انطلقت منذ سنة 2018. وفي أحدث الردود التي قام بها بينكوفسكي، بعد اتهامه المغاربة بمعاداة السامية ومثليي الجنس، ورميه باتهامات عدم التعاون، قام بنشر تدوينة على منصة فيسبوك يوم أمس يستعطف فيها الملك أولا، والمجتمع المغربي ثانيا، وقال فيها “الفن ليس جريمة! نحن نقدر اللطف الذي لا نهاية له لجلالة الملك محمد السادس، ونأمل أن يمنع هدم برج المحرقة التذكاري في مراكش، والذي سيُهدم بحلول 29 غشت 2019. منذ عام 2014 ونحن نشيطون في المغرب، نحن نحب دفء الناس، والإمكانيات التي لا نهاية لها من الأفكار والمشاريع. تم إنتاج ما يكفي من طحالب السبيرولينا والخبز المعلب فقط في المغرب، لن يموت طفل بسبب الجوع في إفريقيا”، وعبر عن رفض التدمير معنونا كلامه ب”ذكرى المحرقة النازية لليهود الذين قُتلوا في أوروبا، والمغتربين المسلمين الأويغور في الصين، ومقتل شعب السينتي والروم في جميع البلدان، وجميع الفلسطينيين المقتولين”. وفي سياق ما يوجهه بينكوفسكي من اتهامات نحو عدد كبير من المواطنين المغاربة الرافضين للنصب المتعلق بأحداث لا رابط تاريخي للمغرب بها، قال رئيس المرصد المغربي لمناهضة التطبيع، أحمد ويحمان، إن المنظمات الصهيونية تقوم بتحركات حثيثة في كل العالم، والمغرب بشكل خاص، مشددا بأن ناشطيها يدبرون مخططاتهم اعتمادا على مفاهيم خاصة، فهؤلاء يؤمنون بأنهم يتعبرون أنفسهم يهودا، أي شعب الله المختار، وغيرهم مجرد “غوييم”، أي “أغيار” فقط، وبالتالي، هذه هي الخلفية التي تحكم تفكيرهم وسلوكاتهم وقراراتهم. ويضيف ويحمان بأنه تبعا لما سبق، فإن الناشطين الصهيونيين، يعملون على التحرك وفق ما يخططون له، وعند تعرضهم لأدني درجات المواجهة، يرمون باتهامات معاداة السامية. وشدد المتحدث ذاته بأن ما قامت به السلطات المغربية في آيت فاسكا، نواحي مراكش، من هدم لمشروع نصب الهولوكوست، هو أمر سيادي لا يجب أن تتعامل معه الدولة بتراخ وتفريط في سيادتها الوطنية، مؤكدا بأن حماية السيادة الوطنية تستدعي تقديم تضحيات. وقال ويحمان إن بعض القادمين من دولة الاحتلال ومن يساندهم في مشروعهم من خارج دولة الكيان، يعتقدون بأن المغرب دولة هشة أو ما شابه ذلك، كمن يأتون ويرفعون أعلام صهيونية في مراكش، أو بعض ممن يأتون بلا تأشيرة فيزا، ويشددون بأن المغرب بلادهم وأرضهم. وأضاف رئيس المرصد بأن عملاء صهاينة يصولون ويجولون في الأراضي المغربية، مذكرا بأنهم يعملون على نقل أفواج من المغرب لتدريسهم حول تاريخ المحرقة، في مؤسسة “ياد فاشيم” التي أقيمت في خمسينيات القرن الماضي بموجب قرار الكنيست، لتكون مركز أبحاث أحداث المحرقة. وبالحديث عن معاداة المثليين جنسيا، كما ورد في تصريح بينكوفسكي، قال ويحمان بأن الثقافات تختلف من بلد إلى آخر، مشددا بأن هذا الموضوع له انعكاساته على المغرب لما يمثله الموضوع شرعا واجتماعيا وحضاريا، ورفض المتحدث المنطق الذي تتهم به هذه الجهات من حين لآخر، لأنها تحاول فرض منطق غريب عن الهوية المغربية، واعتبار الشذوذ الجنسي قيمة اجتماعية في البلاد، إلى جانب قبول كل ما تمليه الممارسات الصهيونية الممنهجة، ونتيجة لذلك، فهؤلاء يواجهون المغاربة بهذا المنطق، إما قبول ما يقدم لهم، وإما فهم معادون للسامية ولمثليي الجنس.