مع انتشار فيروس كورونا، اتخذت العديد من الدول قرارات باعتماد الحجر الصحي لمنع التجمعات واللقاءات الاجتماعية التي تشجع على انتشار المرض. ورغم أن البقاء في البيت لمدة طويلة يساعد على الحد من انتشار المرض، إلا أنه يمكن أن يسبب مشاكل نفسية، من قبيل القلق والاكتئاب، ولهذا يقدم العديد من الخبراء عبر العالم نصائح وإرشادات للمواطنين، حول كيفية قضاء اليوم في البيت والاستفادة من ذلك بدل الإصابة بمرض نفسي . وحسب احمد الكرعاني، الطبيب النفسي المقيم بالمستشفى الجامعي بمراكش، فإن شعور الأشخاص بالقلق خلال مرحلة الحجر، أمر طبيعي بالنظر إلى الخوف من تفشي المرض مثلما حصل في دول أوروبية؛ إيطاليا وإسبانيا، لأنه حسب قوله: “القلق الطبيعي يساعد على التقيد بالشروط والتعليمات”، لكن القلق إذا تحول إلى حالة من الهلع والخوف على الأبناء والوالدين والخوف من المستقبل، فإن ذلك “يؤثر على الحياة النفسية وعلى مناعة الإنسان، فما هي النصائح التي يقدمها الدكتور الكرعاني؟ أولا، يجب التعامل بحكمة مع مواقع التواصل الاجتماعي، لأن تتبع الأخبار في الوسائط الاجتماعية من أسباب زيادة القلق، ولهذا لا يجب الإكثار من متابعة حالات انتشار المرض ومشاهدة الفيديوهات حول فتك الفيروس بالآلاف من الناس عبر العالم، بل يجب التعامل العقلاني مع هذه المواقع، من خلال الولوج المحدود لها، مثل تصفحها مرة في الصباح لمدة قصيرة ثم في الليل لمعرفة آخر التطورات. ثانيا، لا بد من الاهتمام أكثر بالحياة الواقعية في البيت، مثل اللعب مع الأطفال، ومراجعة دروسهم، والطبخ والنظافة، ومشاهدة فيلم جماعة واستثمار الوقت في البيت بشكل ممتع وتشاطر أوقات جيدة مع العائلة. ثالثا، يحذر الدكتور الكرعاني من خطر الإشاعات لأن مفعولها مدمر على الإنسان، ولهذا يجب الحرص على الحصول على المعطيات من وزارة الصحة ومن المصادر الرسمية، وعدم تصديق الأخبار مجهولة المصدر، لأن الإشاعة تزيد من القلق. رابعًا، يؤكد الكرعاني على أهمية الحرص على تغذية متوازنة والابتعاد عن السكريات والذهنيات حتى لا تقع مضاعفات صحية، مع الحرص على عدم الإفراط في تناول الوجبات السريعة التي يتم توفيرها عبر خدمة التوصيل. كما أن ممارسة بعض التمارين الرياضية داخل البيت تساعد على تخفيض الضغط النفسي. ومن النصائح الأخرى التي يقدمها الخبراء أهمية الحفاظ على توقيت ساعات النوم وساعات الاستيقاظ، خلال فترة الحجر الصحي. وأهمية وضع برنامج يومي من قبيل الطبخ والقراءة والتحدث عبر الهاتف مع العائلة، كما ينصح باحترام أوقات تناول الوجبات. ويمكن أن يتضمن البرنامج تقديم مساعدات عن بعد للأقارب والمعارف، مثل تقديم دروس الدعم للتلاميذ عبر الإنترنيت. ومع ذلك، إذا شعر الشخص بأي خلل في نفسيته خلال فترة الحجر، فيمكنه استشارة طبيب نفسي.