انتشرت، أخيرا، في عدد من المدن المغربية، مجموعة من الجرائم ارتكبها مواطنون ضد أشخاص في الشارع العام، ولعل من أبرزها ما وقع في ميدلت، حيث انهال مجموعة من المواطنين بالضرب على شخص بسوق المواشي بجماعة بومية للاشتباه في محاولته سرقة أغنام إلى أن توفي. كما أنه قبل، يوم الجمعة الماضي، قام مجموعة من المواطنين بالاعتداء على شاب أثناء محاولته سرقة حقيبة فتاة بحي السوارت في الدارالبيضاء، بالإضافة إلى حالات اعتداءات أخرى، حيث أصبح الشارع يقوم بدور رجال الشرطة. وهذه الظاهرة يفسرها رشيد المناصفي، الخبير في علم الاجرام وعلم النفس، بفقدان المواطن المغربي للثقة في الأجهزة الأمنية وغياب الأمن، محملا الشرطة المسؤولية الأولى في ذلك، ولافتا الانتباه إلى أن المواطن عند اتصاله بالشرطة لطلب النجدة، يكون السؤال الأول الذي يُطرح عليه "واش كين الدم"، ما جعل المغاربة يأخذون حقهم بيدهم. وفي الوقت ذاته، أكد الخبير أن دور المواطن خلال مشاهدته أي جريمة في الشارع، يقتصر فقط على إيقاف المجرم والسيطرة على حركته دون الاعتداء عليه، إلى أن تحضر العناصر الأمنية، أو اقتياده إلى أقرب مخفر شرطة. وأشار المناصفي إلى أن جهاز الشرطة مطالب اليوم من خلال المدير العام للأمن الوطني الجديد، عبد اللطيف الحموشي، بإعادة هيكلة، وتدريب العناصر الأمنية على طريقة التدخل، وتكوينهم تكوينا عصريا يواكب التطور الحاصل، بالإضافة إلى تغيير زي رجال الشرطة لإعطاء هيبة للشرطي، قائلا:" لا يعقل أنه لم يتم تغير زي رجال الشرطة منذ إحداث الجهاز في المغرب عام 1956″. وبخصوص الاعتداء على فتيات بسبب لباسهن، الذي يعتبره البعض"غير محتشم" والاعتداء على مثلي فاس، أوضح المناصفي أن فئة من المغاربة يفتقدون إلى ثقافة الحرية الشخصية، مضيفا أنه لا يحق لأي شخص كيفما كان ومن كان الاعتداء على شخص آخر بسبب لباسه أو دينه أو جنسه، مرجعا الاعتداء على "مثلي فاس" إلى الدولة التي أصبحت، أخيرا، تصدر أحكاما قاسية على المثليين، الذين لم يختاروا أن يكونوا كذلك.