اختارت إدارة المهرجان الدولي لفيلم المرأة بسلا الشريط السينمائي الوثائقي «حضور أسمهان الذي لا يحتمل» للمخرجة الفلسطينية عزة الحسن، لافتتاح دورته التاسعة التي ستعد خلال الفترة الممتدة ما بين ا28 شتنبر و 03 أكتوبر2015. الفيلم، وهو إنتاج مشترك ما بين النمسا وقطر، يتناول نوستالجيا/حنين البعض لزمن لم يعيشوه، ويعقد مقارنة بين الظروف التي انطلقت فيها الأميرة الدرزية «أسمهان» نحو عوالم الغناء والمجد والشهرة حيث كان اهتمام الناس منصبا على كل ما ينمي ذائقتهم الجمالية ويرفد ثقافتهم الفنية، وبين الظروف الحالية حيث تسود ثقافة الكراهية والعنف والعصبيات، حسب قراءات نقدية نشرت عن العمل. ويروي الفيلم سيرة حياة الفنانة الراحلة وأهميتها الغنائية والأثر الذي أحدثته في المشهد الفني المصري والعربي. كما يتوقف مطولا عند أغنيتها الشهيرة «ليالي الأنس في فيينا» التي رسمت صورا باذخة الجمال في خيال الشباب العربي حول العاصمة النمساوية وحول الحياة الاوروبية بصورة عامة، لذا يتجول الفيلم في شهاداته بين فينا حيث تحدث عدد من المواطنين العرب اللاجئين هناك حول رأيهم في تلك الأغنية، وفي بيروت حيث عاشت فيها أسمهان لفترة وترددت على فنادقها مرات عديدة والقاهرة وبالتحديد ستديو مصر الذي شهد انطلاقتها سينمائيا وتحقيقها مع أخيها فريد الأطرش شهرة واسعة بفيلم «انتصار الشباب». يتناول الفيلم كذلك علاقة أسمهان بالوسط الفني وبالعائلة المصرية الحاكمة آنذاك، ولا يغفل الجانب الأكثر غموضا في حياة «أسمهان» أي علاقتها بالمخابرات الفرنسية والانكليزية والألمانية، وغرقها في مياه النيل أثناء تصوير مشاهد من فيلم «غرام وانتقام» عام 1945، حيث اتهمت المخابرات الانكليزية بتدبير الحادثة، بينما أعلن رسميا أنها لقيت حتفها في حادث قضاء وقدر. هذا وسيلتقي رواد المهرجان مع عروض خاصة بالسينما البلجيكية، التي اختيرت ضيفة شرف المهرجان لدورته التاسعة، هذا فضلا عن عروض لأفلام جديدة، ضمن فقرة بانوراما التي تخصص لأعمال مغربية. وسيشهد برنامج المهرجان الدولي لفيلم المرأة بسلا تنظيم مائدة مستديرة حول موضوع "هل هناك سينما المرأة فعلا أم أن هناك سينما يتعين تأويلها"، يشارك فيها نقاد وسينمائيون من المغرب وخارجه، إلى جانب عدد من الأنشطة الموازية.