أمرت النيابة العامة بالمحكمة العسكرية الدائمة للقوات الملكية المسلحة بالرباط، مؤخرا، بإيداع دركي الجناح العسكري بالسجن المحلي بسلا، بعدما أهان كولونيل بثكنة الدرك الملكي "عين البرجة" بالدار البيضاء. وجرى وضع الدركي المتهم في البداية رهن الاعتقال الإداري، وبعدما أحيل على المحكمة العسكرية التي قررت متابعته في إطار الجرائم العسكرية ووجهت إليه تهمة الفرار من الجندية. وحددت المحكمة تاريخ 26 نونبر الجاري موعدا لمثوله في حالة اعتقال أمام الهيئة القضائية. وأفاد مصدر مطلع على سير الملف "الصباح" بأن الدركي كان في إجازة مرضية بعد سقوطه، ما سبب له إصابات خفيفة وحصل على شهادة طبية تثبت عجزه البدني، فغادر الثكنة. وبعد الانتهاء من الإجازة المحددة في ثمانية أيام، توجه إلى مسقط رأسه بالفقيه بنصالح، لعيادة والدته المريضة، وغاب يومين بدون ترخيص عن الثكنة الخاصة بالدرك المتنقل بعين البرجة، ما دفع الضابط السامي إلى اتخاذ إجراءات تأديبية في حقه، لكنه انتفض. وقد أشعر الضابط السامي القيادة العليا للدرك الملكي بالرباط بتفاصيل الموضوع، وجرى اتخاذ قرار الاعتقال الإداري في حق الدركي، وبعدها استمعت إليه الضابطة القضائية في محضر رسمي أفاد فيه بأنه كان في عطلة مرضية، وبعدها انتقل إلى زيارته والدته، وبعد عودته إلى الثكنة جرى إشعاره بارتكابه خطأ مهنيا جسيما، يشكل جنحة الفرار من الجندية، ونفى عنه الإساءة إلى رؤسائه في العمل، مشيرا إلى أن الأمر عادي، وأنه كان يرغب في مراجعة الطبيب الذي أشرف على علاجه قصد تمديد مدة عجزه البدني. كما استمع المحققون إلى شهود من المسؤولين بالثكنة التابعة للدرك، حول مغادرة الموقوف دون ترخيص وحول ما إذا كان الأمر يدخل في إطار تصفية حسابات، وبعدما انتهت الضابطة القضائية جرت إحالة الموقوف على وكيل الملك بالمحكمة العسكرية الدائمة التي قررت إيداعه السجن، في انتظار مثوله أمام قضاة الغرفة الجنحية.