في مبادرة انسانية تحمل الكثير من معاني التضامن والتآزر ، قام حوالي 30 شابة وشابة بإعداد مايفوق 110 وجبة عشاء، وتنقلوا ليلة الثلاثاء/ الاربعاء، عبر أزقة وجنبات مدينة انزكان التي تحتضن العشرات من أطفال الشوارع الذين حكمت عليهم الاقدار بمغادرة دفئ الاسرة والتوجه للشارع، والتشرد والتعاطي للمخدرات. واستفاد من العملية عدد من المشردين والمختلين عقليا والذين يأتون المدينة قسرا بعد أن تتخلى عنهم أسرهم. وانطلقت الحملة، منذ الساعات الاولى، من مساء أول أمس الثلاثاء باعداد وجبات العشاء ، من طرف المنخرطين تحت لواء جمعية بصمة شباب أكادير . وانطلقت الدورية لتحط رحالها أولا بمدينة اكادير، وبالضبط بمحطة الطاكسيات الباطوار، حيث تم تزويد 3 أطفال بالعشاء. وتنقل المشاركون نحو مدينة انزكان، التي تعتبر ملاذ كل المشردين والأطفال المتخلى عنهم. وكان من حسن حظهم أن التقوا بطفل يدعى "تيكوتا"، هو الاخر من ضحايا الظاهرة ، والذي لعب درورا كبيرا في توجيه الشباب والشابات نحو أماكن زملاء آخرين له. وتنقل الجميع ووزعوا حوالي 100 وجبة بمناطق سوداء خاصة بمحيط المحطة الطرقية، التي تأوي العشرات من الحالات التي تعيش التشرد الحقيقي، والمنطقة الخلفية للمركز التجاري "مرجان"، وبمحاذاة سوق الاطلس وسوق الجملة. وكلها أماكن مهجورة يستغلها المنحرفون لممارسة كل الظواهر السلبية ، وفتح الشباب مع الاطفال حوارا لتحسيسهم بضرورة العودة إلى دفئ اسرهم ، والابتعاد عن الشارع وحياة الليل التي يعيشونها وتشكل خطرا عليهم . وفي تصريح خص به، محمد ناموس رئيس جمعية بصمة شباب أكادير، اليوم 24، قال :" إن هذه المبادرة مهمة وتأتي في اطار المساهمة الى جانب مجموعة من الجمعيات بأكادير الكبير في التحفيف والاهتمام بهذه الفئة من المجتمع ولاسيما في هذه الفترة من السنة نظرا لقساوة المناخ والتي تؤثر سلبا على صحة الاشخاص في وضعية الشارع ما قد يسبب لهم امراض خطيرة او وفيات لا قدر الله بسبب البرد القارس و تأسف المتحدث لقساوة الصور التي شاهدها لأشخاص مسنين وسط أكياس بلاستيكية يفترشون الأرض وينتظرون من يجود عليهم". ووجه ناموس، رسالة الى المسؤولين بالجهة :"رسالتنا للمسؤولين، الدعوة لخلق مراكز ايواء لاستقبال هؤلاء وتوفر لهم الحق في الحياة والحق في الصحة والتداوي ودعم الجمعيات الفاعلة بعقد اتفاقيات شراكة لكون المجتمع المدني اليوم اصبح يشكل قوة وهو الأكثر تواجدا وقريا من هذه الفئة و يسهر على تنظيم دوريات مستمرة تشمل النظافة و توزيع الالبسة و العلاج".