أكد عدد من منتجي العسل بجماعتي أولاد داود الزخانين وأولاد ستوت، القريبتين من زايو، أن إنتاج العسل بدأ يعرف انخفاضا كبيرا خلال السنوات الأخيرة، رغم الإقبال الكبير من قبل الفلاحين على هذا النشاط الفلاحي. وعرفت جماعة أولاد الداود منذ مدة ليست بالقصيرة بإنتاجها لعدة أنواع من العسل، خاصة أن المنطقة معروفة بتنوع غطائها النباتي، ما يساهم في توفير المرتع بالنسبة للنحل، بينما تعرف جماعة أولاد ستوت طفرة نوعية في الإنتاج، حيث بدأ العديد من المزارعين في التعاطي لهذا النشاط، لا سيما مع الرغبة في تنويع النشاط الفلاحي بالمنطقة. لكن ومع توالي سنوات الجفاف بالمنطقة، وغياب المرعى اللازم للنحل، أخذ هذا النوع من النشاط في التراجع بشكل كبير، ما دفع الكثير من المزارعين للتخلي عنه، خاصة أن الأمر يتطلب رعاية خاصة على طول الموسم مع مصاريف مالية مهمة في هذا المجال. وأكد أحد المزارعين بجماعة أولاد ستوت، أنه لاحظ اهتماما كبيرا بإنتاج العسل مؤخرا، ما دفعه للاستثمار في هذا المجال، ورغم أن البداية كانت غير مشجعة إلا أنه أصر على مواصلة نشاطه، لكنه تفاجأ مؤخرا بوفاة أعداد كبيرة من النحل، وهجرة الكثير منها، ناهيك عن المرض الذي بدأ يصيب النحل في الآونة الأخيرة. وفي منطقة تنملال بجماعة أولاد داود، أورد أحد المزارعين أنه والعديد من أمثاله بالمنطقة بدأوا يتخلون تدريجيا عن إنتاج العسل لصعوبة الوضع الحالي، الذي يتسم بالجفاف وغياب المرعى. ميدانيا؛ بدأ تزايد اختفاء نحل العسل بشكل كبير، وهي ظاهرة تتسم باختفاء معظم شغالات النحل من الخلية والتي يطلق عليها أيضا بظاهرة انهيار خلية النحل. وهو ما يفسر أيضا مغادرة الشغالات الصغار إلى خارج الخلية بحثا عن الطعام بدلا من الشغالات الكبار، وهذا يعتبره مختصون نوع من أنواع التكيف من جانب النحل لمواجهة الزيادة غير الطبيعية في معدل وفاة الشغالات الكبار.