عدد وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية أحمد التوفيق الصعوبات والعراقيل التي واجهت موسم حج 1433 ه، وذلك خلال عرض قدمه امام أعضاء لجنة الخارجية والدفاع الوطني والشؤون الإسلامية والجالية المغربية المقيمة بالخارج بمجلس النواب. وانتقد التوفيق تدني الخدمات التي تقدمها الخطوط الملكية المغربية، ولفت إلى أن عدم احترامها لالتزاماتها تجاه بعض الحجاج خلال الفترة الأخيرة من مرحلة الذهاب أدى إلى احتجاجات وسط الحجاج خصوصا بمطار الرباطسلا، ومؤكدا على تدني مستوى الخدمات المقدمة للحجاج داخل الطائرة رغم إثارة الوزارة الانتباه إلى هذا الموضوع مرات عديدة. وقال التوفيق إن عملية الهدم المتواصلة في مكةالمكرمة أدت إلى قلة العرض وكثرة الطلب وبالتالي ارتفاع الأثمنة ما انعكس على تكلفة الحج، مشيرا إلى وجود عدد كبير من الحجاج من كبار السن العجزة والمرضى وبعض المختلين عقليا ضمن التنظيم الرسمي داعيا إلى تشديد الفحص الطبي لتفادي مثل هذه الحالات. ولفت التوفيق إلى أن عدد المسجلين وطنيا في موسم الحج الماضي بلغ 278 الف شخص أطرت وزارة الأوقاف 28 ألفا و 162 بينما أطرت الوكالات 3838. وقال التوفيق أن الوزارة ليست منافسة لوكالات الأسفار « لأننا لا نربح من الحج» نافيا ما يشاع بهذا الشأن ومؤكدا أنه « لا يصرف من مال الحجاج على أي كان وعلى أي شيء كان، هناك شفافية تامة». ودعا التوفيق البرلمانيين ووسائل الإعلام إلى إبعاد التوتر عن قضية الحج، مشيرا إلى أن المغاربة يذهبون الى الحج متوترين بسبب ما يسمعونه من كلام يؤثر على نفسيتهم « الفرد يكون مستعدا لما في ذهنه لكن لا يعني ذلك التستر على وزارة الأوقاف» بحسب تعبيره. الصعوبات المتعلقة بالسكن يشير عرض التوفيق إلى أن عملية الهدم المتواصلة التي شملت العديد من الفنادق والعمارات المحادية للحرم المكي وقلة البناء، أدت إلى فقدان البعثة المغربية لأكثر من 6000 سرير المتعاقد عليها مسبقا وإلى صعوبة توفير عمارات قريبة من الحرم المكي، وكذا منافسة شديدة بين مختلف البعثات لكثرة الطلب وقلة العرض، كما أصبح هامش الانتقاء للعمارات والفنادق المتوفرة على الشروط المطلوية ضئيلا . وبخصوص الصعوبات المرتبطة بالسكن بمنى والظروف المحيطة به، لفت العرض الذي تتوفر «التجديد» على نسخة منه، إلى ضيق المساحة الشرعية بمنى، مقابل تزايد عدد الحجاج سنة بعد أخرى حيث وصل عددهم هذا الموسم أكثر من 3 مليون و 600 ألف حاج إضافة إلى أكثر من 160 ألف متسلل ( المتخلفون من العمرة، حجاج الداخل والمقيمون غير المرخص لهم بالحج) حسب إحصائيات الجهات السعودية الرسمية. ومن الملاحظات التي سجلها تقرير الوزارة الوصية، أن اصطحاب الحجاج لأمتعة كثيرة إلى منى يتسبب في شغل المساحة وتضييق المخيم على باقي الحجاج، مشيرا إلى أن البعثة لا تتحكم في الجهات المكلفة بالنظافة والحراسة على مستوى المخيمات. ويتجلى المشكل الرئيسي الذي عرفه الموسم الفارط بمنى – حسب التقرير- في قيام رئيس مجموعة مكتب الخدمة الميدانية 83 مغرب والمعروف عند العموم 'بالمطوف' باقتطاع بعض المربعات، وعددها 16 مربعا، المخصصة للحجاج المغاربة التابعين لهذا المكتب لفائدة حجاج آخرين تابعين لوكالة أسفار سياحية مغربية غير مرخص لها بتنظيم الحج، لكن الوزارة قامت باتصالات عديدة وتمكنت من حل المشكل. الصعوبات المرتبطة بالنقل تبدأ مشاكل الحاج من المغرب مع النقل الجوي، وقد قدم تقرير التوفيق ملاحظات عدة على أداء شركة الخطوط الجوية الملكية المغربية، منها عدم توقيعها دفتر التحملات وعدم احترامها لالتزاماتها تجاه بعض الحجاج خلال الفترة الأخيرة من مرحلة الذهاب مما أدى إلى احتجاجات عارمة وسط الحجاج خصوصا بمطار الرباطسلا كما أشار التقرير إلى عدم احترام شركة الخطوط الملكية المغربية لمدة إقامة الحجاج بالديار المقدسة والتي وصلت في بعض الحالات إلى 38 يوما و 34 كمعدل (ما بين 28 و 30 يوما)، إضافة إلى تدني مستوى الخدمات المقدمة للحجاج داخل الطائرة رغم إثارة الانتباه إلى هذا الموضوع مرات عديدة. أما فيما يخص المشاكل المتعلقة بالنقل بين المدن، فيشير التقرير إلى أن عملية نقل الأمتعة بواسطة الشاحنات مكنت من إنجاح تجربة توفير حافلات من النوع الجيد والتي مكنت من نقل الحجاج بين المدن في ظروف جيدة مع تقليص مدة عملية الإركاب. ويلفت إلى الصعوبات التي ترافق تنقل أكثر من 3 ملايين و 600 ألف حاج في وقت وجيز وفي مكان محدود خصوصا بالنسبة للنفرة من عرفات إلى منى عبر مزدلفة، وإلى صعوبة تحرك الحافلات نظرا للازدحام الشديد الذي تعرفه الطرقات بمكةالمكرمة وبالمشاعر المقدسة، ثم فرار بعض المرشدين من الحافلات و جهل بعض السائقين للطرقات بالمشاعر المقدسة و بأماكن المخيمات ، وكذا الأعطاب التي تتعرض لها بعض الحافلات بسبب تقادمها وسوء حالتها الميكانيكية. المشاكل المرتبطة بالتأطير رغم أن الدورات التدريبية الموجهة للحجاج تبدأ في وقت مبكر وتستمر لقرابة السنة، إلا أن مستوى وعي الحجاج بكل ما يتعلق بالحج سواء منه الإداري أو الديني أو الصحي ضعيف جدا وفقا تقييم وزارة الأوقاف ، ويرجع ذلك بحسبها إلى عدم حضورهم الدورات التدريبية وعدم متابعتهم الدروس التي تلقى بالمساجد حول الحج أو التي تلقى عبر وسائل الإعلام السمعية والبصرية. وتبقى أهم المشاكل المتعلقة بالتأطير هي عدم كفاية عدد أعضاء البعثة المغربية سواء منها الإدارية أو الصحية أو العلمية ( 650 عضوا فقط هو العدد الذي تسمح به السلطات السعودية) موزعين على مختلف الخلايا ( المدينةالمنورة، مكةالمكرمة والمطارات -مبنى الحجاج بجدة ومطار المدينةالمنورة-). ومن المشاكل أيضا ضعف الإقبال على الدروس التي تلقى بمختلف العمارات والفنادق، وعدم التزام الحجاج بتعليمات البعثة المغربية خلال مختلف مراحل الحج، إلى جانب وجود عدد كبير من الحجاج من كبار السن العجزة والمرضى وبعض المختلين عقليا ما يخلق مشاكل في تأطير باقي الحجاج. استعدادات حج 2013 تقول وزارة الأوقاف إنها تسعى لتوفير مؤطر واحد لكل 50 حاجا يرافقهم في كل مراحل الحج و طيلة فترة وجودهم بالديار المقدسة، و من أجل ذلك فقد طالبت الوزارة من الجهات السعودية المختصة الرفع من الحصة المخصصة لأعضاء البعثة المغربية من 650 عضوا المخصصة حاليا إلى 900 عضو. وبخصوص تأمين السكن بالديار المقدسة، فقد قامت المصالح المختصة التابعة لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية مباشرة بعد نهاية موسم حج 1433ه بتأمين نسبة مهمة من سكن الحجاج المغاربة برسم موسم حج هذا العام، (حوالي 22000 سرير) مع مراعاة الحفاظ على استئجار العمارات السكنية داخل المنطقة المركزية المحاذية للحرمين. ولاستكمال عملية استئجار العمارات توجد حاليا لجنة مختصة بالديار السعودية لتأمين 6000 سرير المتبقية. إضافة إلى ذلك قامت الوزارة بالتعاقد حول توفير 120 حافلة إضافية للتخفيف من مشكل النقل بمنى وعرفات وتوفير شاحنات لنقل الأمتعة كما جرت به العادة خلال المواسم الماضية.