قالت الباحثة الاجتماعية ورئيسة المجلس الإداري لمنظمة تجديد الوعي النسائي بسيمة الحقاوي، إن البحث الوطني حول العنف الذي أنجزته المندوبية السامية للتخطيط هو بحث أولي حول انتشار العنف ضد النساء في المغرب، لأن المهتمين في السابق كانوا يقرأون الظاهرة انطلاقا من المعاينة أوالرصد المجرد. وأكدت الحقاوي في تصريح ل ''التجديد'' أن الدراسة رغم أنها تقوم على عينة مهمة إلا أن الأرقام التي قدمها تبقى نسبية وخاصة بالعينة بحكم طبيعة الظاهرة الاجتماعية المدروسة . وقالت إن الدراسة تتحدث عن الظاهرة بشكل رقمي وليس بشكل تحليلي ولم تدخل في العلاقات السببية بين المتغيرات، مشيرة إلى أن ذلك لم يساعد على فهم الظاهرة والوقوف عند أسبابها والظروف المحيطة بها. داعية إلى القيام بدراسة أخرى كيفية وكمية تحدد بشكل مباشر الأسباب لأن ذلك من شأنه أن يوجه حملات القضاء عليها من جذورها. وعبرت الحقاوي عن تخوفها من أن تكون الدراسة قد أغفلت الحديث عن بعض المعطيات التي لها علاقة ببعض القيم من قبيل أن أكثر الرجال الذين يمارسون العنف ضد النساء هم الذين يتناولون الكحول، وهي إحدى النتائج التي توصل إليها مركز الاستماع التابع لمنظمة تجديد الوعي النسائي التي ترأسها بسيمة الحقاوي. وتابعت أن مثل هذه النتيجة ''تستدعي القيام بحملة ضد تناول المشروبات الكحولية وهذا ما لا تريد بعض الجهات الاعتراف به أو القيام به''. هذا وكشفت نتائج البحث الوطني حول انتشار ظاهرة العنف ضد النساء الذي أنجزته المندوبية السامية للتخطيط، أنه من بين 9.5 مليون امرأة تتراوح أعمارهن ما بين 18 و 64 سنة، تعرضت ما يقارب 6 ملايين (62.8 في المائة)، لشكل من أشكال العنف خلال الإثني عشر شهرا التي سبقت البحث ( 3.8 مليون بالوسط الحضري و2.2 مليون بالوسط القروي). وأوضح هذا البحث الميداني الذي قدم نتائجه أحمد الحليمي علمي المندوب السامي للتخطيط يوم الإثنين، وشمل الفترة ما بين يونيو 2009 ويناير ,2010 أن العنف النفسي يتصدر أنواع العنف الممارسة ضد النساء، وذلك بمعدل 4ر48 في المائة وهو ما يمثل 4.6 مليون ضحية (ثلاثة ملايين بالوسط الحضري و1.6 مليون بالوسط القروي)، في حين أن 15 في المائة من النساء المستجوبات صرحن بتعرضهن للعنف الجسدي خلال الإثني عشر شهرا التي سبقت البحث. وكشفت نتائج البحث أن 13 بالمائة من النساء المغربيات لا يتمتعن بحرية اللباس وفق رغبتهن، مشيرا إلى أن 22 بالمائة منهم يلزمن بنزع الحجاب مقابل 13 بالمائة يلزمن بارتدائه. وأوضح أن 3.9 بالمائة من النساء المستجوبات يتعرضن سنويا للعنف الجنسي الذي يتضمن المعاشرة الجنسية بالاكراه والتحرش الجنسي المقرون باللمس الجنسي والتعرض للأفعال المخلة بالحياء والتحريض على ممارسة الدعارة، ويطال هذا النوع من العنف 14 من النساء اللواتي يرتدين عادة ملابس عصرية قصيرة و 3 بالمائة من النساء اللواتي يرتدين الجلباب أو ما يقابله من اللباس المحلي. وحول هذا النوع من العنف قالت الحقاوي إن هذه الأرقام لم تمكن من فهم حقيقة الظاهرة وهل ممارسة العنف ضد هذه الفئة هي فقط بسبب اللباس أم توجد أسباب أخرى وخلصت الحقاوي إلى كون الدراسة ناقصة من حيث تقديم الأرقام التي تقدم الكيف وتشرح العلاقات السببية بين المتغيرات.