احتفى محرك البحث غوغل اليوم 21 يناير 2016 بالذكرى 127 لميلاد الفنان العربي الكبير نجيب الريحاني. نجيب الريحاني، الذي اشتهر بشخصية “كشكش به”، من مؤسسي ورواد المسرح في مصر والعالم العربي، إلى جانب يوسف وهبي وعلي الكسار وعزيز عيد وآخرين، وممن حطموا الطابو الذي جعل كل أشكال التمثيل حراما لقرون وجعل الثقافة العربية تفتقر لعدد من الفنون، ومن بينها المسرح والرسم والنحت والموسيقى، إذ لم يرافق انفتاح الثقافة العربية على الفلسفة والمنطق اليونانيين انفتاحا على فنون أثينا نظرا لتكفير كل من يقترب منها أو مما يشبهها، ولعل مصير ابن المقفع صاحب كليلة ودمنة الذي شويت أطرافه وفرض عليه أكلها دليل من بين أدلة عديدة. وقد ساهم نجيب الريحاني ، العراقي الأصل، والمولود في حي باب الشعرية الشعبي بالقاهرة في أسرة مسيحية، في انطلاق السينما المصرية والعربية كاتبا ومخرجا وممثلا، حيث كانت له مساهمات أساسية في العديد من الأفلام السنيمائية التي تم إنتاجها في ثلاثينات وأربعينات القرن العشرين وخلقت التقليد السينمائي المصري القائم على الجمع بين الرومانسية والفكاهة الذي بدأت السينما المصرية تفقده في إنتاجاتها منذ العقد الماضي دون أن تنتج تقليدا بديلا يضمن لها استمرارية الحضور والتأثير الذي كان لها. وقد كتب الريحاني عددا من المسرحيات التي خلدت في السجل التاريخي للمسرح العربي باعتبارها كانت مؤسسة لفن غائب في ثقافة العرب، ومن بينها “30 يوم في السجن” و”الدلوعة” و”الدنيا على كف عفريت”، ومثل فيها وقام بإخراجها، وقدم خلال مساره، في إطار “فرقة نجيب الريحاني” التي كانت منافسة ل “فرقة يوسف وهبي”، 30 مسرحية. وشارك في عدد من الأفلام، وآخرها “غزل البنات” في سنة 1949 قبيل وفاته في نفس السنة. وكانت شخصية نجيب الريحاني (واسمه الحقيقي نجيب إلياس ريحانة) شخصية مرحة أخذت عن ثقافة الحي الشعبي المصري النكتة وطبعت هذه الشخصية كل أدواره وطبعت أيضا المسرح المصري والسينما المصرية، فالكوميديا المصرية مدينة بالدرجة الأولى لهذا العملاق الذي سعى قيد حياته (1889-1949)، لإضحاك الناس وإسعادهم وتحريرهم من الكآبة التي فرضتها ثقافة التزمت والانغلاق.