الخط : إستمع للمقال اعترف محمد حاجب بنصف الحقيقة، وسكت عمدا عن النصف الآخر، عندما ادعى في تدوينة له بأن "سفارة بلد جار ربطت به الاتصال عبر شخص ثالث (وسيط)، من أجل دفعه للارتماء في براثن الخيانة والانخراط في التهجم العدائي على مصالح المملكة ورموزها. ومن يعترف بنصف الحقيقة، فإما أنه يكذب بالنسبة للنصف الثاني منها، أو أنه يتهرب عمدا من كشف الحقيقة كاملة، وهذا هو حال محمد حاجب المدعو بأبي عمر الألماني. فإذا كان صحيحا ادعاء محمد حاجب أنه رفض الانغماس في "العمالة والخيانة"، فلماذا إذن لم يكشف هوية السمسار والوسيط الذي اضطلع بمهمة تيسير صفقة الخيانة بين سفارة الدولة الجار ومحمد حاجب؟ فالمفروض التبليغ عن هذا الوسيط الخائن، من باب درء الشبهات، وليس المواراة عليه وتحفيزه على استقطاب خونة جدد في صفوف مرتزقة الأنترنت وممتهني التشهير، ممن يساومون وطنيتهم على مذبح الخيانة للوطن. وكان حري أيضا بمحمد حاجب أن يفضح من هي الدولة الجارة التي تبحث سفارتها عن خونة للإيجار، وتسعى لتجنيدهم من مربع اليوتيوبرز الجدد، الذين طفحوا مؤخرا في شبكات التواصل الاجتماعي مثلما يطفح الكمأ ( الترفاس) في مروج الشتاء. لكن السؤال المطروح الذي يتبادر للذهن هنا: هل سكوت محمد حاجب كان اعتباطا وعرضيا، أو أنه كان لعلة مقيتة ولسبب فاضح! فمحمد حاجب تلقى فعلا، منذ أشهر قليلة، عرضا للخيانة بمقابل مادي، وكان العرض عبر وسيط معروف الهوية ومعلوم الخيانة، وكانت الدولة الجارة نفسها هي راعية الخيانة، لكن محمد حاجب رفض هذا العرض ليس بسبب الوطنية الزائدة، كما يوهم الناس، وإنما بسبب عدم التفاهم على مبلغ صفقة الخيانة. فقد اشترط محمد حاجب مبلغا ماليا ضخما مقابل تنفيذ بنود صفقة الخيانة، وأبدى استعداده للانخراط في مواصلة مهاجمة المغرب ومصالحه العليا مقابل تحويلات ضخمة، لكن سفارة البلد الجار تحفظت على المبلغ المطلوب بدعوى "أنه مبالغ فيه ويتجاوز السقف المحدد من طرف سلطات بلادها". واستباقا لتسرب هذا الخبر وشيوعه في شبكات التواصل الاجتماعي، سارع محمد حاجب للكشف عن نصف الحقيقة والسكوت عن النصف الآخر، مبتغيا دفع الشبهات، ولكنه سقط في تأجيج هذه الشبهات التي باتت تطوق عنقه أكثر من أي وقت مضى. ومن يعرف تاريخ محمد حاجب ، سيدرك بسهولة حجم المبالغ المالية التي كان يشترطها هذا الرجل المعروف "بجهاده في خدمة أرامل وأيامى مقاتلي القاعدة في مضافات أفغانستان". ألم يكن محمد حاجب نفسه هو من طلب مليون ونصف مليون يورو مقابل مزاعم التعذيب التي صورها بشكل زائف على ظهره باستخدام قنينة زيت وربطة سواك؟ أليس هو من افتعل "الإعاقة وعدم القدرة البدنية" لتضليل مصالح الدعم الاجتماعي بألمانيا لضمان العيش المجاني من أموال دافعي الضرائب الألمان؟ لقد حاول محمد حاجب تكرار نفس الأسلوب مع سفارة الدولة الجارة، واشترط مبالغ مالية ضخمة مقابل الخيانة، لكن سفارة هذه الدولة رفضت المبلغ المقترح، واعتبرته يتجاوز بكثير "منسوب وطنية محمد حاجب"، مما جعلها تراهن على خونة آخرين ممن يعرضون خدماتهم بدنانير معدودة.