في ظل الأزمات التدبيرية، التي تعيشها مدينة مثل الدارالبيضاء، في عدد من الأصعدة، يظهر أن التحدي الذي راهن عليه المسؤولون لتحويل المدينة إلى “مدينة ذكية”، أصبح أمرا صعبا، حيث أثبتت التجارب ضعف العديد من البرامج الذكية الخاصة بالمشروع، والاعتماد على تطبيقات إلكترونية، كلفت الملايين دون أن يكون لها وقع على الحياة الرقمية للبيضاويين. ويبدو أن جماعة البيضاء، بقيادة حزب العدالة والتنمية، استسلمت لفشل هذا البرنامج الضخم، الذي لم ينجح حتى المنتخبون في طريقة التعامل والتواصل عبر تطبيقاته الجديدة إلى حدود الساعة، بالأحرى أن يتم تعميمه بين البيضاويين. و رغم مصادقة المجلس الجماعي على مخطط مديري للتحول الرقمي، بهدف الانتقال الرقمي، وتحديث المصالح الإدارية، إلا أن العديد من البيضاويين، لم يشعروا بوقعه في المجالات الحيوية التي تصادفهم يوميا من قبيل النقل و الإدارة والنظافة وغيرها. “اش خاصك العريان سمارت سيتي امولاي”، هكذا لخص أحد المواطنين بالدارالبيضاء، مآل هذا المشروع، في تصريح للموقع، مضيفا أن الدارالبيضاء تحولت إلى مدينة “غبية “، وليست ذكية كما زعم القائمون على المشروع. ومع مرور الوقت أصبح العديد من المتتبعين للشأن المحلي بالدارالبيضاء، مقتنعين أن حلم “سمارت سيتي” صار بعيد المنال، مع ضعف تطبيقات كلفت الملايين، مثل تطبيق “BL CAB”، الذي لم ينجح في الغاية التي خلق من أجلها، في ضبط غياب المنتخبين في الدورات واجتماعات اللجان الدائمة، ولم يكن فعالا في الإدارات والمؤسسات والجمعيات. وكانت جماعة الدارالبيضاء قد أعلنت منذ سنوات، عن مخطط لتحول العاصمة الاقتصادية إلى “مدينة ذكية”، تعتمد على منصات تفاعلية على الإنترنت وتطبيقات الهواتف لتوفير خدمات إدارية للمواطنين، خاصة وأنها القطب المالي الأول افريقيا.