اتباع التقاليد لا يعني أن الأموات أحياء بل إن الأحياء أموات ابن خلدون ضريحٌ أخضرُ التّابوتِ قيل لميّتٍ حيٍّ وحيٍّ قيل مدفونِ كقبر دونما مَيْتِ ومَيْتٍ دونما قبرِ فُوَيْقَهُ قبّةٌ بيضاءُ تعلوها سماءٌ جافّةُ الضَّرعِ *** وطيرٌ لا تُرى تشدو ألا اسقُوني ! كقُطعَان الرعاةِ تجمّعَت في ظل زيتونِ بوادٍ غيرِ ذي عشبٍ ولا زرع ضريح السيد الكوري تطلُّ عليه أطلالُ *** لكم كانت هنا وهناك تنبضُ بالحياةِ ولم يزل منها سِوَى «نَطْفِيَّةٍ» يجري بها الماءُ الزلالُ ومطبخٍ أو شبهِ كانونِ وأحجارٍ لما قد كانَ *** مَسجدهُ ومَأوَى للعشيرةِ والحظيرةِ كلُّها ارتحلتْ وكم كانت هنا وهناكَ تنبضُ بالجمالِ على ثرى هذي الربوعِ وفي ذُرى تلكَ الجبالِ .. ولم يعد منها إليه سِوَى حبيبِ القلبِ والعينِ من «الكُرْعان»، حتى «آسفي» مائدةٌ واحدةٌ تسري وتعرجُ بين «سَبتِ كَزُولَةٍ» وجميعِ أسواقِ القرى المتناثراتِ على ضواحيها *** الوليمةُ في ضيافةِ سيدي الكوري هيَ الدنيا وما فيها وليمةُ سيدي الكوري التي تسري وتعرجُ فوق هذي الأرضِ أو تحت السّماواتِ الأطَايِبُ من طَواهيها !.. 18 أبريل 2012