عاود تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، الذي يتخذ اليمن منطلقا لعملياته، الظهور مجددا، وتنفيذ عمليات تستهدف منشآت حيوية واقتصادية ومقرات أمنية وعسكرية رغم تلقيه ضربات موجعة خلال الأشهر الماضية بواسطة الطائرات الأميركية بدون طيار من جهة، وتصدي القوات الحكومية ومليشيات اللجان الشعبية لمشروعه الخاص بتأسيس إمارات إسلامية من جهة ثانية. وشن تنظيم القاعدة، الجمعة، 3 هجمات متزامنة استهدفت 3 ثكنات عسكرية وأمنية تمثل حواجز حماية لمرفأ بلحاف المطل على البحر العربي، الوحيد لتصدير الغاز الطبيعي المسال في البلاد، ما أدى إلى مقتل وإصابة العشرات. وقال ضابط في الجيش يرابط بالقرب من منشأة بلحاف الغازية: «الإرهابيون شنوا هجومين متزامنين، ففي الوقت الذي شنوا هجومهم على ثكنة ونقطة تفتيش لقوات الأمن الخاصة في بلدة ميفعة مستخدمين الأسلحة الرشاشة، انفجرت سيارة مفخخة في منطقة الكنب، أعقب ذلك هجوما بالأسلحة الرشاشة ما أسفر عن مقتل 24 شخصا وإصابة 27 آخرين». وأكد أن هجوما ثالثا بسيارة مفخخة حاول استهداف حاجز عسكري لحماية منشأة بلحاف وتحديدا في نقطة النشيمة القريبة من الكنب غير أنها انفجرت قبل وصولها إلى الهدف جراء تعرضها لإطلاق نار من قبل قوات الأمن . وأوضح الضابط أن المهاجمين كانوا يسعون لاستهداف منشأة الغاز التي تعد أكبر منشأة اقتصادية في البلاد . وكان الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي قال، نهاية غشت الماضي، إنه تم إحباط مخطط للهجوم على منشأة بلحاف إثر اعتراض اتصال بين زعيم القاعدة أيمن الظواهري، وزعيم تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب ناصر الوحيشي. ومن جهته اتهم أحد وجهاء شبوة القبليين، محمد يسلم باهدى، طرفا سياسيا في صنعاء، دون أن يتهمه، بتسهيل العملية الهجومية التي استهدفت قوات الأمن والجيش من أجل عرقلة الحوار اليمني وإظهار أن الجنوب بؤرة للعنف والإرهاب. وقال باهدى: «عناصر القاعدة يتواجدون على مستوى اليمن بأكمله تحت مرأى ومسمع الأجهزة الأمنية، وهذه العملية دليل واضح أن هناك تواطئ من قبل طرف سياسي في صنعاء لتسهيل مثل هذه العمليات من أجل تحقيق أغراض سياسية في الحوار على حساب أبناء الجنوب بدليل أن السلطات عرفت أسماء منفذي الهجوم خلال ساعات. ولم يكن نظام الرئيس السابق علي عبد الله صالح، الذي حكم اليمن 33 عاما، بمنأى عن توجيه الاتهامات له بخصوص عملية شبوة، إذ ربط سياسيون في صنعاء هذه العملية بالاعتداءات التي تفاقمت خلال الأسبوع الماضي مستهدفة أبراج الكهرباء وأنابيب النفط من قبل رجال القبائل في محافظة مأرب ما تسبب في ظلام دامس تعيشه معظم المدن اليمنية منذ 4 أيام على التوالي وسط صمت حكومي. وبدوره اعتبر نائب الأمين العام لمؤتمر الحوار الوطني، ياسر الرعيني، أن الهجوم على مواقع للجيش والأمن في محافظة شبوة يحمل رسائل عديدة تؤكد جميعها على أن المعركة مع النظام السابق لم تنتهِ بعد. وقال الرعيني، في تصريحات صحفية، إن هذه الجريمة المروعة التي أودت بحياة عدد من الجنود وسقوط جرحى آخرين تؤكد مجدداً «أن الفساد والإجرام والإرهاب الذي كان يمثله النظام السابق وثار الشعب ضده ما يزال يسبب الجراح في الوطن».