مصر تودع عبد الرحمن الأبنودي توفي، أول أمس بالقاهرة، الشاعر المصري الكبير عبد الرحمن الأبنودي عن عمر يناهز 76 سنة، بعد صراع طويل مع المرض. وكان الأبنودي قد خضع لعملية جراحية دقيقة لاستئصال تجمعات دموية بالمخ، ونقل عقب ذلك إلى العناية المركزة بمستشفى القوات المسلحة بالقاهرة. يذكر أن الأبنودي الذي ولد في عام 1939 بقرية "الأبنود" بمحافظة قنا بجنوب مصر، يعد من أبرز شعراء اللغة العامية المصرية، حيث ألف بها العديد من الدواوين الشعرية، والعديد من الأغاني لمطربين مصريين وعرب. ومن أشهر أعمال الراحل "السيرة الهلالية" التي جمعها من شعراء الصعيد ولم يؤلفها، ومن أشهر مؤلفاته كتاب "أيامي الحلوة"، الذي نشره في حلقات منفصلة في ملحق "أيامنا الحلوة" بجريدة "الأهرام"، ثم جمعها في هذا الكتاب بأجزائه الثلاثة، وفيه يحكي الأبنودي قصصا وأحداثا مختلفة من حياته في صعيد مصر. ومن أشهر دواوينه، "الأرض والعيال" و"الزحمة" و"عماليات" و"جوابات حراجى القط" و"الفصول" و"أحمد سماعين" و"أنا والناس" و"بعد التحية والسلام" و"وجوه على الشط" و"صمت الجرس" و"المشروع والممنوع" و"المد والجزر" و"الأحزان العادية". كما كتب كلمات العديد من الأغاني المشهورة، منها "عدى النهار" و"أنا كل ما أقول التوبة" و"بحلف بسماها وبترابها" و"أحضان الحبايب" لعبد الحليم حافظ، و"ساعات" لصباح، و"عيون القلب" لنجاة الصغيرة و"آه يا اسمراني اللون" لشادية. وحصل الأبنودي على جائزة الدولة التقديرية عام 2001، ليكون بذلك أول شاعر عامية مصري يفوز بهذه الجائزة، كما توج بجائزة محمود درويش للإبداع العربي لعام 2014. وصدر مؤخرا عن "دار المصري للنشر والتوزيع"، كتاب "الخال" للكاتب الصحفي محمد توفيق، يتناول فيه السيرة الذاتية للأبنودي، ويرصد تجاربه المليئة بالمفارقات والعداءات والنجاحات والمواقف. ونعاه اتحاد كتاب المغرب بالقول إنه "برحيل فقيد القصيدة العامية العربية، يكون الإبداع والثقافة العربيين قد فقدا شاعرًا كبيرا، ساهم منذ زمان بحضوره اللافت ومواكبته المؤثرة لأهم المحطات والتحولات التاريخية والسياسية والاجتماعية والثقافية العربية المتضافرة، إبداعا ونضالا، سواء عبر قصائده أو مقالاته أو مواقفه أو مبادئه التي آمن بها وبقي وفيا لها إلى أن توفاه الأجل، رحمه الله".