تحتضن مدينة الدارالبيضاء يوم الأحد 24 أكتوبر الجاري، الدورة الثالثة للماراثون الدولي الكبير، وتعرف دورة هذه السنة مستجدا ، يتمثل في إنشاء جمعية خاصة، مهمتها الإشراف على مسألة التنظيم، ووضع حد لانفراد السلطات المحلية بتنظيم هذه التظاهرة الدولية التي ترتبط باسم مدينة كبيرة وعاصمة اقتصادية. فقد أشرفت لجنة خاصة مكونة مباشرة من طرف سلطات المدينة على الدورتين الأولى والثانية، بميزانية وصلت إلى مليار و200 مليون سنتيم، إلا أن المعطيات التقنية جاءت على غير المتوقع، ولم تعكس بالتالي حجم هذا السخاء المالي، كما أن عملية التنظيم شابتها العديد من الهفوات والأخطاء التي كان من الممكن تفاديها. وبالرغم من الشكوك التي حامت حول مسألة صرف الميزانية التي خصصت للدورتين السابقتين، وهيمنة طائفة معينة على دواليب التنظيم، دون فسح المجال لباقي فعاليات المدينة، فان مجرد تنظيم التظاهرة باسم الدارالبيضاء، يعتبر عملا ايجابيا يحسب لأصحاب المبادرة، التي جاءت لتعزز حضور العاصمة الاقتصادية ضمن خريطة أهم العواصم العالمية، المعروفة بقيمة الأحداث الرياضية التي تتميز بها سنويا. فإذا كانت الدارالبيضاء، معروفة أكثر بالناديين الكبيرين الوداد والرجاء، فإنها تتميز كذلك بتنظيم جائزة الحسن الثاني الدولية للتنس، التي تفتخر بمشاركة أسماء من العيار الثقيل دشنت انطلاقتها نحو العالمية من ملاعب مركب الأمل، لتعبر نحو القارات الخمس، وتتمكن من الوصول إلى المجد والشهرة والثروة، فإن المدينة أصبحت أكثر من أي وقت مضى في حاجة ماسة إلى تظاهرات أخرى من نفس القيمة. فتخلي جامعة كرة القدم عن تنظيم كأس محمد الخامس، الذي جلب أندية كبيرة من أوروبا وأمريكا اللاتينية، بنجومها الكبار من أمثال كرويف، بيكنباور، بلاتيني، وبعده كأس الحسن الثاني الدولية، التي تميزت بمشاركة منتخبات كبيرة كفرنسا، انجلترا، كرواتيا، التشيك وغيرها، كما أن توقف سعيد عويطة عن تنظيم ملتقى العاب القوى، حرم الدارالبيضاء من أحداث رياضية كبيرة، ساهمت في ترويج اسمها على الصعيد الدولي. وفي الوقت الذي اعتقدنا فيه أن جامعة العاب القوى ستتفضل أخيرا بتنظيم تظاهرة كبيرة، من خلال ملتقى محمد السادس الدولي، وهو الحدث الذي روج له شخصيا رئيس الجامعة عبد السلام احيزون خلال حضوره فعاليات بطولة العالم لألعاب القوى بمدينة اوساكا اليابانية صيف سنة 2007، وحشد له بمساعدة نوال المتوكل تأييد كبار أطر الاتحاد الدولي والمؤسسات التابعة له، فوجئت أوساط أم الألعاب، بتغيير المكان نحو الرباط، دون تفسير يبرر هذا التراجع. بتوقف جامعة كرة القدم عن تنظيم كأس الحسن الثاني، وعدم تمكن عويطة من الحفاظ على الدعم المطلوب لإستمرار ملتقاه، وقبله كمال لحلو الذي كان السباق إلى تنظيم ملتقى عرف مشاركة عويطة في أوج عطائه، توقف كذلك لأسباب كثيرة الماراطون الذي كان ينظمه محمد المعزاوي طيلة 10 سنوات، لتصبح الدارالبيضاء المدينة الكبيرة، بدون تظاهرة من نفس الحجم، باستثناء جائزة التنس، التي استمرت في الحفاظ على اسم المدينة ضمن خريطة التظاهرات الكبرى. فهل يتمكن ماراثون المدينة من منح الإضافة المطلوبة؟ سؤال تجيب عنه جمعية الماراثون الدولي الكبير التي يترأسها سعيد الإبراهيمي الإطار المالي، من خلال أدبياتها، حيث تؤكد أنه من بين الأهداف المتوخاة، جعل التظاهرة السنوية رمز مدينة رائدة، منخرطة في العديد من مبادرات التحديث الاقتصادي والاجتماعي والثقافي، كما تعتبر الجمعية نفسها « رمز « مستقبل المدينة وتطورها ومحرك « القوى الحية» للساكنة المحلية. هذا ما تقوله الجمعية التي فوجئت وهى تتسلم ملف تنظيم الماراثون بتقلص ميزانية التنظيم إلى النصف، وهى خطوة غير مشجعة تماما، لكن ننتظر مجريات الأحداث للحكم على تجربة جديدة، ينتظر منها البيضاويون، منح قيمة مضافة لمدينتهم...