فضحت صفحات التواصل الإجتماعي _ بل أكدت _ مايروج من تسيب داخل مقابر _ عفوا مستشفيات أناس الدكالي وزير الصحة الذي أدى القسم بأن يؤدي مهامه بصدق وأمانة وأن يكون مخلصا لملكه ولدينه، غير أن مايطالعنا وفي إطراد متواصل من مآسي ومشاهد تؤكد وبالملموس أن وزير الصحة ذي الربطة العنقية المحكمة والعطر الباريسي والإبتسامة الصفراء، يخفي ورائه نجاحا باهرا في الفشل. فكان فيديو مستودع الأموات بالداخلة مزينة بالدود والروائح الكريهة أول تحدي بارز لمنشوره الأسبوع الفارط المتعلق بتهديد كل من سولت له نفسه تصوير مشاهد من داخل مقصلاته الإستشفائية. الوجهة هذا الأسبوع من حلقات الفشل الذريع للتدبير السيء لوزارة الصحة ومصالحها الخارجية، هي الأقاليم الجنوبية العزيزة على المغاربة، انطلقت المهزلة مع تغيير جثة فرنسي بأخرى مغربية سلمت للعائلتين بخطأ فادح بعنوان "الرقم 13" وهو الرقم الذي أعطي للجثتين "أندري الفرنسي" وأخرى من قبيلة آيت الحسن "وشتان بين أندري وآيت لحسن أسي أناس الدكالي.." مما تسبب في فضيحة سيذكرها التاريخ في سجلات الصحة الدولية، لم تحدث حتى أيام الحرب العالمية وسط فيالق من جثث العساكر ومن مختلف الجنسيات لمخلفات الدمار الشامل. ليصل المشهد أمس حد تعميم فيديو من داخل مستودع للأموات بالمستشفى الجهوي بالداخلة يوثق لجثث متعفنة وصلت إلى درجات متقدمة من التحلل، نتيجة سوء التدبير من جهة، وتعطل البرادات الكهربائية من جهة أخرى، فالواقعة تم تصويرها من لدن عائلة تفاجئت عندما قدمت لتسلم جثة إبنها ذي التسع سنوات الذي لقي مصرعه غرقا بشواطئ إقليمالداخلة الأسبوع الماضي، وتأخر التسليم بعلة غياب الطبيب الشرعي، وهو الجواب الذي تفوه به مسؤولو المستودع "بلا حشمة" فخضعت لتنفيذ فحوى المنشور الوزاري المتعلق بالتحذير من مغبة التصوير داخل المرافق التابعة لوزارة أناس الدكالي بطريقتها الخاصة، ولننتظر رد فعله بعد تحدي هاته العائلة وهل سينفذ وعيده أم هي جعجعة بلا طحن. هذه الكارثة، دفعت بأسرة الطفل الهالك إلى تصوير فيديو _ لدى كاب 24 تيفي نسخة منه تحتفظ به دون نشره لمناظره المقززة " يشمل جميع مرافق المستودع، والدماء منتشرة في كافة أرجائه، والديدان تتبجح في خيلاء بين ثنايا ومحيط الجثث التي تم رميها أرضا دون مراعاة لحرمة الميت، وروائح كريهة وقاذورات لاتنم بتاتا على أن المكان فعلا يسمى بمكتب حفظ الصحة أو مستودع للأموات تابع فعلا لما يسمى مستشفى، أو أي مرفق يدل على أن لوزارة الصحة يد في هذا الإتجاه. *بقايا أشلاء آدمية متعفنة منذ مدة بدون مبرد* ويتحدث المهتمون بقطاع الصحة عن دور وزير تفنن في صياغة البلاغات، وتهديد من سيصور مشاهد الإختلالات من داخل مستشفياته التي تضاهي مطارح النفايات، والوقوف بالبرلمان للرد عن أسئلة نواب الأمة بأجوبة خشبية يحاول من خلالها حجب الشمس بالغربال، فلو وصلت لجنابه دودة من تلكم الديدان لما وطأت قدماه البرلمان لسنوات، وإن اسستنشق رائحة جثث مستودع مستشفى الداخلة التي لن ينفع معها العطر الباريسي، لمكث في بيته إلى حين وصول عزرائيل، فهل فكر بدل المرة مرات في تقديم الإستقالة، وتوجيه اللوم لمن قدم له هدية مسمومة سميت بحقيبة وزارية من طرف رفيقه السامي بالتقدم والإشتراكية، ولم يستطع مراودتها كما لانابيك التي سئمت من تسييره… ربما نجد الأجوبة لدي سيادة الدود…