شهد ملف تدبير أراضي الجموع باشتوكة تطورات هامة في الآونة الأخيرة تفاعلت فيه المستجدات الأخيرة لمقاربة هذا الملف على الصعيد المركزي مع منهجية الإدارة الإقليمية في إطار مقاربة هادئة وجريئة في التعامل مع ملف أراضي الجموع انطلاقا من قناعة واضحة تتمثل في ضرورة الحسم مع عدد من الممارسات غير القانونية التي كبلت هذا الرصيد العقاري لسنوات، وتثمينه وتوظيفه في رؤية تنموية شاملة تهدف إلى المحافظة عليه وضمان مكتسبات ذوي الحقوق في مجال السكن والولوج إلى العقار، بالإضافة إلى إضفاء الصيغة القانونية على مجموعة من المشاريع الاستثمارية المقامة على هذه الأراضي. وتؤكد مصادر متتبعة أن هذه القوانين الجديدة تهدف إلى تجاوز المغالطات التي تعاملت مع أراضي الجموع بمنطق انتهازي جعلها بقرة حلوبا لاغتناء البعض، وشعارا يتم تداوله في مختلف المحطات الانتخابية، وهو منطق غير سليم جعل هذا الرصيد العقاري خارج منظومة التنمية عوض أن يكون دعامتها الأساسية، بل معرقلا لها في كثير من الحالات، من خلال انتشار مظاهر استنزاف هذه العقارات والاستغلال غير القانوني لها من طرف الأغيار، وضعف المردودية الاقتصادية والاجتماعية لهذا الرصيد على ذوي الحقوق والساكنة. واعتبرت المصادر نفسها هذه التشريعات الجديدة بمثابة ثورة قانونية في مجال تنظيم هذا العقار، حيث تضع حماية مكاسب ذوي الحقوق في الدرجة الأولى، وضبط وتحصين الأراضي السلالية وإعادة الاعتبار لها، والتصدي لكل الممارسات التي تدمر هذا الرصيد، بالإضافة إلى تثمين الاستغلاليات وتشجيع الاستثمار.