صدحت حنجرتها بالمواويل الجبلية في الأعراس ومناسبات الفرح والمهرجانات، لقبت بنجمة الشمال وصوت الجبل، بصمت ذاكرة عشاق الطقطوقة الجبلية بأزيد من 60 شريطا غنائيا. ولدت سنة 1953 في دوار الروف بجماعة سيدي المخفي بإقليم تاونات، وعاشت قيد حياتها بالدوار نفسه، مكرسة جهودها الفنية لخدمة فن الطقوقة الجبلية وفن أعيوع. شامة الزَّاز، "أيقونة الطقطوقة الجبلية"، تزوجت وهي ابنة 14 سنة، قبل أن يتوفى زوجها بعد أربع سنوات من زواجهما ويتركها أرملة ترعى ابنين، أحدهما يعاني الإعاقة، لكنها لم ترفع راية الاستسلام وظلت تكافح إلى آخر نفس لها. شامة زاز صارعت المرض لوحدها وعاشت التهميش والنسيان، حتى إلتفت لها وزارة الثقافة وتكلفت بعلاج الراحلة، حيث تم نقلها إلى المستشفى العسكري بالرباط الذي رقدت فيه لمدة تزيد عن شهر، قبل أن تعود إلى تاونات حيث فارقت الحياة. كان ل"فبراير"، لقاء مع الراحلة شامة زاز إذ وجهت فنانة الطقطوقة الجبيلة، رسالة شكر لكل محبيها، والأشخاص الذين دعموها في المحنة المرضية التي تمر منها. وأضافت رفيقة درب الفنان الشعبي الراحل محمد العروسي، خلال حديثها مع "فبراير"، أنها لم تعد تقوى على الوقوف، كما لم تعد تستطيع تدبير شؤون حياتها اليومية، خصوصا وأنها تعيل ابنا بكرا يعاني الإعاقة، مما يفرض عليها الاستعانة بالجيران، في ظل غياب دعم رسمي من جهة ما. شامة الزاز وعبرت صاحبة موّال أعيوع عن امتنانها لسلطات تاونات، التي يسرت لها الاستقرار بمركز تاونات، واستغلال سكن يتوفر على كل التجهيزات الأساسية، لكنها تفضل التردد على دوارها، من حين لآخر، حيث الهواء النقي، والألفة التي يحققها الجيران. وحول عودتها للساحة الفنية، قالت شامة الزاز " واش اللي طايح فالأرض يحضر المهرجان"، موجهة نداءها لكل المسؤولين من أجل السؤال عنها، والاطمئنان على أحوالها. بعد معاناة رحلت الفنانة المغربية شامة الزاز رائدة فن الطقطوقة الجبلية، مساء اليوم الاثنين، إلى مثواها الأخير، بعد صراع مرير مع مرض القلب. يشار الى أن الفنانة شامة الزاز تعتبر من أبرز الفنانات المغربيات اللواتي ساهمن في المحافظة على فن الطقطوقة الجبلية التراثي العريق على مدى عقود، بفضل ضبطها لمقامات "أعيوع" على اختلاف أوزانها بين مناطق جبالة. فيديو:اول ما قالته شامة الزاز نجمة العيطة الجبلية بعد ان طمأنها الطبيب بان قلبها هش لكنه سيتحمل