وأنا أقرأ مواضيع الغلاف الذي خصصته مجلة النوفيل أوبسرفاتور لطارق رمضان عدد هذا الأسبوع، والشهادات الصادمة التي قدمتها عدد من النساء اللواتي يدعين أنهن وقعن ضحية له، خطر في بالي في الحين باتريك باتمان بطل رواية"أمريكان بسيكو" للكاتب الأمريكي بريت إليت إستون. تقريبا نفس الشخصية. وفي النهار يكون طارق رمضان رجلا ورعا ووسيما ومهندما وجذابا وبلحية مشذبة. وفي الليل يتحول إلى وحش. تماما مثل باتريك باتمان. البنكي الأنيق في وول ستريت، وابن العائلة الثرية، والمهووس بالمطاعم الراقية وبالموضة. والذي يتحول في الليل إلى قاتل. وفي شهادة لواحدة من ضحايا طارق رمضان المفترضات قالت للمجلة"أرسل لي رسالة في الهاتف يوم عيد ميلادي، وكان الوحيد الذي الذي اهتم بمشاركتي الاحتفال بذلك. قلت مع نفسي: على الأقل هو يهتم بي، ثم ذهبت إلى لقائه، فتعامل معي بعنف" وعض نهدها إلى أن نزف منه الدم. بعد ذلك"جن جنوني وغرقت في نوبة من البكاء، ثم تظاهرت بالنوم إلى غاية الهزيع الأخير من الليل. لم يلمسني، وكنت مرعوبة، وضيقت ما بين ساقي". وفي واشنطن، وفي فرنسا، وفي سويسرا، تتناسل الشهادات، وفي كل يوم تظهر ضحية أخرى. وحتى القاصرات لم يسلمن منه وتحرش بهن. وكان باتريك باتمان في رواية "أمريكان بسيكو" يستدرجهن إلى شقته الفاخرة، ويشغل الموسيقى، ويبرهن على ذوقه الرفيع، واختياراته الفنية، وهوسه بالجديد، وبالغالي، وبالأثاث الثمين، وبآخر الصيحات في ثمانينيات القرن الماضي، موظفا سمعته، وأناقته، قبل أن تظهر شخصيته الثانية. بينما كان طارق رمضان، حسب معظم الادعاءات، يستغل ندواته ولقاءاته الكثيرة، وتنقله بين فنادق العالم، وشهرته، واحترام النساء المسلمات له، وإعجابهن به، وبمنظره الجذاب، وهالته الدينية، ليستدرجهن إلى غرفته. وفي غرف الفنادق يظهر طارق رمضان الثاني. يظهر الوجه الآخر. يظهر رمضان العنيف. يظهر باتريك باتمان المختبىء خلف طارق رمضان. واحدة من ضحاياه قدمت للمجلة نماذج من رسائله النصية التي كان يبعثها لها. وأي فتاة "مسلمة" ترفض لقاء طارق رمضان. حفيد حسن البنا، الذي يفحم الفرنسيين، بفرنسيته الأنيقة، وثقافته. فالذين"كنا نشاهدهم في التلفزيون قبله، كانوا ينتمون إلى جيل أجدادنا، وكانوا أشخاصا يرتدون ملابس علاء الدين، ويرطنون الفرنسية". بينما هو مهندم. وشيك. وتليجنيك. لكن من يدري. فالمتهم بريء حتى تثبت إدانته. وهناك ربما مؤامرة عالمية تحاك ضد هذا الوجه"المشرق"للإسلام المعتدل. تشارك فيها عشرات النساء. ويتم فيها تسخير قاصرات كن يتلقين تعليمهن على يديه في سويسرا. وأخريات اعترفن أنهن مارسن معه برضاهن. والحبل على الجرار. وكل يوم هناك جديد في هذه القضية. ولا أحد يتوقع كم سيصل عددهن. ولا أحد يعرف كيف سيدافع المفكر والمرشد الديني عن نفسه وكيف سينفي عنه كل تهم الاغتصاب والعنف والتهديد بالقتل وأغربها ما حكته إيناس تلك التي ادعت أنه طفق يعض نهدها حتى أدماه. تنتهي رواية "أمريكان بسيكو" ببطلها واقفا أمام باب إحدى العلب التي كان يرتادها، وفوق الباب مباشرة لوحة مكتبوب عليها"لايوجد مخرج". فهل ستكون نهاية قصة طارق رمضان مختلفة وهل سيجد منفذا للخروج وهل سيرفع دعاوى قذف وتشهير ضد مئات النساء ليعود كما كان مرشدا روحيا ومثقفا تتحلق حوله النساء المسلمات وتستفدن من علمه ومن نصائحه أم أن نهاية روايته لن تختلف عن نهاية رواية الكاتب الأمريكي بريت إليت إستون. Envoyé depuis mon appareil mobile Samsung.