لم يتذكروه في حزب العدالة والتنمية. وبسرعة نسوا بيان بنكيران. ولم يحتفلوا به. ولم يوقدوا شمعة. وأتفهمم. ومعذورون. ورغم أنهم احتفوا به في لحظته. وهللوا له. إلا أنه صار يدينهم اليوم. ويكشفهم. ويعريهم. كما لو أنهم وقعوا مع الأحزاب الأربعة ضد أمينهم العام السابق. وكما لو أن ذلك البيان كتب ضدهم أيضا. كما لو أنه كتب ضد الأحزاب الخمسة. وقبل سنة كان بلاغهم. وتبنوه. بينما أصبح اليوم. وبعد أن حدث ما حدث. موجها ضدهم. صار بلاغا يجب نسيانه. وقد تسألهم عنه. وقد ينفنون أنهم سمعوا به يوما. لكن تعالوا نحتفل به نحن. تعالوا واحتفلوا معي بانتهى الكلام. وب"إنني أستخلص أنه في وضعٍ(عزيز أخنوش) لا يملك معه أن يجيبني". وأنه"فضل أن يجيبني عبر بلاغ خطه مع أحزاب أخرى، منها حزبان لم أطرح عليهما أي سؤال". وكم أطربني هذا البلاغ في لحظته. وكان موزونا. وعلى إيقاع بنكيران. وربما كتبه على عجل. وربما في قلبه اليوم غصة. وأنه لم يكن يتوقع أن يذهب حزبه مستسلما ومبتهجا عند من"لا يملك معه أن يجيبني". بينما أنا متأكد أنه جعلهم في ورطة. وقبل سنة من الآن كانوا يهرولون في كل الاتجاهات. ولا حيلة لهم مع الرجل. ويجمعون الأحزاب. ويجتمعون. ويهربون إدريس لشكر. ويخفونه. ثم يحضرونه من جديد. كرهينة. ويجعلونه مهما. ورقما صعبا. ويظهر. ثم يختفي. ويسيل لعابه. ثم يأخذونه. ويعدونه بالأفضل. ويردون بطريقة مضحكة. ويتعلمون كتابة البيانات. ويسابقون الوقت. وهي فرصة لنذكرهم بانتهى الكلام. وهي فرصة ليتذكروا كم كان التخلص من بنكيران متعبا وشاقا. ووظفت فيه كل الطاقات. ولم يكن لهم لينجحوا. لولا الدعم الذي تلقوه من إخوانه. ومن ذوي القربى. ومن أسرته. وكم من مال صرف. وكم من مجهودات بذلت. وكم عذبتهم تلك العبارة. ولا شك أنها ما زالت ترن في رؤوسهم. فتعالوا نحتفل به. ولو نكاية. ولو من أجل إغاظة من عانوا من "انتهى الكلام" ومن هللوا له. ثم تنكروا له في المنعطف. وتركوه وحيدا. ومن طرب انتهى الكلام. وإيقاعه. ووقعه. تظنه كتب قبل عقود من الآن. ولا تصدق أنه قبل سنة من الآن كانت هناك سياسة في المغرب. وكانت هناك مواقف. وكان حزب. وصراع سياسي واضح بين اختيارين. وكان بنكيران. أما الآن فقد انتهى الكلام فعلا. نعم نعم انتهى الكلام. وانتهت السياسة. ولا يذكرنا بها إلا ذلك البلاغ فتعالوا نحتفل بذكراه الأولى تعالوا نتذكر الماضي القريب الذي يبدو بعيدا. بعيدا جدا. ويبدو كأنه لم يحدث. ولو وحدي سأدندن بكلاماته وعلى إيقاعه وسأوقد شمعة وفي صحتك يا بنكيران. وفي صحة من "لا يملك معه أن يجيبني". وكي نضفي على الاحتفال قليلا من البهجة والضحك فلنتذكر أيضا بلاغ الأحزاب الأربعة الذي كان مزامنا له ولنحتفل به هو الآخر ولنعد ترتيب الحكاية وكيف كانوا يكتبون سيناريو نهاية الرجل ولنتذكر كل من شاركوا في ورشة الكتابة ولنتذكر ارتجالهم ولخبطتهم والنتيجة هي هذا الفيلم السيء الذي نتفرج فيه اليوم. Envoyé depuis mon appareil mobile Samsung.