شرعت المركزيات النقابية في مدينة الدارالبيضاء،يومه الاثنين في إخراج آخر أسلحتها لحشد أكبر عدد ممكن من المشاركين في مسيرات الفاتح من ماي،عيد العمال الاممي الذي تشير الأجواء الأولية بأن أجواءه ستكون باهتة،ومسيراته لن تعرف ذلك الزخم الجماهيري الذي ظل إلى سنوات قليلة،يستقطب أعدادا وفيرة من جحافل عمال كانوا يَرَوْن في النقابات جزء من الحل قبل أن تشيخ ويذهب ريحها. غير بعيد عن محطة القطار الميناء ووسط ورش مفتوح بالكاد يسمح بمرور الراجلين نبتت خيمة بيضاء في زاوية ضيقة ،قيل لنا بأنها ستحتضن الثلاثاء تجمعا خطابيا لنقابة باهتة لا تتوفر على أية تمثيلية قطاعية،لكن مع ذلك يحرص صاحبها على الاحتفال بعيد العمال واستقدام فرقة نحاسية تدق الطبول وتردد أناشيد حماسية ولو في غياب الجمهور الذي لا مكان له فوق ورش تجري فيه الأشغال على قدم وساق . وبملتقى شارعي المقاومة والجيش الملكي ،على مستوى مدارة محكمة الاستئناف بالدار الييضاء شرع مساء الاثنين عمال في تتبيث منصة خشبية ستحتضن احتفالات مركزية الاتحاد المغربي للشغل. عادة ظلت مركزية المحجوب بن الصديق الموروثة للميلودي موخاريق،تقيم احتفالات الفاتح من ماي بساحة الزلاقة بجانب فندق گولدن توليب(سفير سابقا)حيث كان ضيوف النقابة وحلفائها في احزاب التقدم والاشتراكية والاتحاد الدستوري يتناوبون وحبة فطور دسمة تحت حماية حراس شخصيين قبل الالتحاق بساحة الزلاقة حيث يعتلي الزعيم الميلودي موخاريق منصة الخطابة ويأذن للقطاعات التابعة للجامعة بالسير في شكل جماعات لاستعراض قوة النقابة في الشارع . هذا العام وبسبب أشغال مد نفق الموحدين التحت أرضي الذي سيربط مسجد الحسن الثاني بشارع المقاومة ،اضطرت نقابة الاتحاد المغربي للشغل أن تستغل الساحة المجاورة لمقرها الرئيسي بشارع الجيش الملكي . في عين المكان علقت لافتات كتبت عليها كلمات «نطالب بسحب المشروع المشؤوم للقانون التكبيلي للإضراب من البرلمان»،«63 سنة من الكفاح والوفاء ،من اجل مجتمع متضامن متماسك وعادل». كانت الشمس تشرف على المغيب بحي درب عمر التجاري حيث انبرى عمال آخرون في تتبيث منصة بملتقي شارعي الحسن الصغير وإدريس لحريزي ستحتضن تظاهرة الكونفدرالية الديمقراطية للشغل،وفِي عمارة قريبة تحتضن مقر النقابة عُلقت لافتات أيضا. صعودا باتجاه ساحة النصر بدرب عمر ثمة ورش آخر لإقامة منصة نقابية،وباتجاه طريق مديونة،تراءت نقابة الاتحاد العام للشغالين بالمغرب المتواجدة بزنقة الريف قرب سوق الحبوب تقاوم الزمن وبواجهتها علقت لافتات كتبت عليها رسوم كاريكاتيرية في شكل قبضة كبيرة و عبارات من قبيل«الأخ الكاتب العام للاتحاد العام للشغالين بالمغرب ،موحدون في النضال من أجل الوطن»و،«الاتحاد العام للشغالين بالمغرب يخلد العيد الأممي للعمال فاتح ماي2018 تحت شعار «موحدون في النضال من أجل الوطن». بمنطقة گراج علال القريبة من مقر الذراع النقابي لحزب الاستقلال تستمر الحياة اليومية عادية حيث النساء يقبلن على محلات العطارة وبيع البهارات والتوابل لاقتناء لوازم «السفوف»التي يتطلبها رمضان وزعيق منبهات السيارات يشعر المرأ بالضجر وسط اكتظاظ مروري زادت من حدته أشعال الخط الثاني من شبكة الترامواي.