للشرّيبة مراسلون في كل مكان. وبعد غد. سوف يتصلون ببعضهم البعض. لتقصي الأخبار. ولمعرفة الجديد. وبشكل مباشر. وعلى اللايف. ومن كل المواقع. والسؤال هو هل فتحوا في القنيطرة. وما الأخبار القادمة من الرباط. وهل من جديد في الدارالبيضاء. وماذا عن المحمدية. كما أن هؤلاء المراسلين لا يشتغلون دون رئيس. بل لهم منسق. يوزع مراسلاتهم على الأعضاء. وعلى كل المعنيين. وعادة. وبعد العيد بيومين. يخرجون من بيوتهم. متظاهرين بأنهم يتجولون. لكن مغناطيسا يجذبهم في الحقيقة إلى الحانات. فيمرون من أمامهما بمحض الصدفة. ويطلون على الداخل. وحين يجدونها مغلقة. يعاودون المروم من أمامها بمحض الصدفة دائما. ثم يجلسون في المقهى المقابل لها بمحض الصدفة. مراقبين الوضع عن كثب. كل في مدينته. ومن توصل بالخبر السعيد. يبشر به الجميع في المدن الأخرى. وهناك من يحجز مكانه في البار منتظرا الصافرة. يشرب قهوة. وهو ينتظر. ويقرأ الجريدة. وهو ينتظر. ويكل الكلمات المتقاطعة. وعينه على حل السدادة. وبتنسيق عجيب يتم تجميع كل المعلومات المتوفرة. ويكون كل العطاشى. وكل المتشوقين للكأس الأولى. بعد شهر من الحريرة. ومن الصيام. على علم بكل التفاصيل. وأنهم سيفتحون الأبواب في كازا ابتداء من العاشرة ليلا. وأن لا أمل في الرباط. بعد أن قررت الجهات المسؤولة تأجيل ذلك إلى الغد. فلا يتراجعون أمام بعد المسافات. ولا يتحملون. ولا يتحلون بالصبر. مستعجلين لقاءها. ومن أجلها. من أجل البيرة الباردة. وقنينة النبيذ. واحتفالا بالعيد. يتوجهون إلى الطريق السيار. ويركبون القطارات. والتاكسيات. والبراق. وقد لا تكون المعلومات دقيقة. وقد تنتشر الشائعات. والأخبار الملفقة. وقد يسافرون. ويتحملون عناء الطريق. ثم لا يجدون شيئا. فيعودون خائبين. وقد تصل. فيأتيك اتصال من المكان الذي غادرته يخبرك أنهم فتحوا. فتعود أدراجك. ولذلك يفضل أن تهاتف المصادر العليمة والموثوقة. وهي معروفة. ولها خبرة في هذا المجال. ولها علاقات في الولاية. وتعرف رجال السلطة. ولها أرقام الندل. والبارميطات. ومسيري الحانات. وحين تقول لك اذهب إلى القنيطرة فلا تترد. وحين تخبرك أنهم لن يفتحوا إلا بحلول الساعة العاشرة ليلا فهي تعرف ما تقول. وبعدها في الأهمية يأتي شهود العيان. وهذا النوع كثير. لكن مكالمته تأتي متأخرة. ولا يتصل بك عادة إلا بعد أن يكون قد غلبه السكر. وصار يتعتع. ويفعل ذلك ليغيظك. وليسخر منك. وليتبج عليك. ولأنه محتاج إلى أن يثرثر. وليفتخر بأن مدينته هي الأفضل. وهي السباقة. هكذا دائما. تحدث الأمور. بعد يومين. في ما يشبه ملحمة. والكل متربص. والكل ينتظر الانطلاقة الرسمية. ومثل رمضان. فإن هلال الخمر. وفتح البارات يظهر في مدن. وتتعذر رؤيته في مدن أخرى. ويفسر البعض ذلك باختلاف المذاهب. وبالحساسيات والحسابات السياسية. لكن لا تخلو مدينة من متطرفين. وهناك دائما من هو مستعجل. كعادة بعض الخوارج الميسورين الذين لا يتحملون الانتظار فيشربون في سبتة. وكعادة أولئك الذين يحتفظون بالقناني الكافية للاحتفال بالعيد. فيستخرجونها من مخابئها. ويفتحونها في الوقت المناسب. غير خاضعين لسلطة أحد. ولا لأهواء الجهات المسؤولة. وقد نشر موقع كود خبرا في رمضان حول هذا الموضوع. وفيه كل المعطيات الدقيقة. والمواعيد. إلا أن الشريبة يطالبون بتوحيد الرؤية. وباعتماد تاريخ محدد سلفا. ينضبط له الجميع. ويعفيهم من مشقة التنقل. ومن الاتصال بالمراسلين. ومع ذلك فإنهم يتمتعون بهذا الوضع. ورب ضارة نافعة. وسواء كانت الانطلاقة من القنيطرة. أو من الرباط. أو من الدارالبيضاء. فإنها تكون بالنبسة إليهم فرصة للقاء بالأصدقاء. ولتعزيز وتقوية أواصر القربى والمحبة. وللتواجد في مكان واحد. وكم من جار نديم يكون مفقودا في رمضان. وبما يشبه الأعجوبة. تجده حاضرا في مدينة أخرى. وكم من عناق. وكم من سلام. وكم من محبة بين السكارى. وكم من تقارع كؤوس. ولا فرق بين رباطي وبيضاوي وقنيطري وقاطن بالمحمدية. وقد يسافرون إلى طنجة ويجدون أصدقاء في استقبالهم. كأنهم أسرة واحدة. ألو. ألو. هل من جديد. هل من معلومة هل من خبر عندكم. وهل من إشارة. والكل جاهز وعطشان وعلى أعصابه وينتظر تحديد الوجهة. والانطلاق مباشرة. في اتجاه الهدف.