تعهدت عارضة الأزياء المنحدرة من أصول مغربية، والتي تسعى في أن تصبح أول ملكة جمال مسلمة بإيطاليا، بتحدي المنتقدين الذين يتهمونها بإهانة الإسلام، بسبب مشاركتها في مسابقة ملكة الجمال بالدولة الأوروبية التي ترعرعت فيها. أحلام البرينيس، ذات ال20 ربيعا، المزدادة في منطقة فينيتو الواقعة بالشمال الإيطالي من والدين مغربيين، تلقت تهديدات وشتائم كثيرة على وسائل التواصل الاجتماعية، بسبب اتخاذ قرار المشاركة في المسابقة المقرر انعقادها الشهر المقبل. قالت أحلام إنها تعرضت لانتقادات كثيرة مباشرة بعد نشرها صورا خاصة بلباس السباحة، من قبل بعض المسلمين الذين اتهموها بالمس وإهانة سمعة الإسلام. لكنها أبت الاستسلام للانتقادات، بل واجهت معارضيها بوصفهم ب "السخيفين"، وقالت إنها استمدت قوتها من دعم جدتها القاطنة بالمغرب، التي أوضحت لها أن "الدين مكانه القلب، وأن الملابس لم تكن يوما معبرة عليه". "بالفعل تعرضت للكثير من الانتقادات، لكني تلقيت في الوقت ذاته الكثير من رسائل التشجيع، سواء من الأصدقاء أو الناس الذين التقيت بهم في مختلف المناسبات، يحثونني من خلالها على الاستمرار وبلوغ الهدف"، هذا ما صرحت به أحلام لصحيفة " La Repubblica"، مؤكدة أنه "لا علاقة للدين بمسابقة الجمال"، حسب منظورها. أحلام المغربية، حلمت بالاستيلاء على لقب ملكة الجمال منذ أن شاهدت حفل تتويج ملكة جمال إيطاليا سابقا وهي في عمر الست سنوات، وأرادت أن تكون يوما ما من المشاركات في التصفيات النهائية للمسابقة، التي ستنعقد الأسبوع المقبل في جيسولو. مسلمة غير ممارسة، هكذا تصف أحلام نفسها، وتؤكد أنها تحترم الإسلام كدين، لكنها لا تريد أن تُعَرَّفَ به، خاصة أنها تشعر بالانتماء للبيئة الإيطالية بشكل كبير، لأنها ولدت ونشأت بها. "جاء والداي لمنطقة فينيتو منذ أكثر من 20 عاما، وقد ولدت في مستشفى بادوا، قضيت صباي في الحضانة التي تديرها راهبات، وحيث كانت والدتي تعمل طباخة. بالفعل نحن عائلة مسلمة لكننا عشنا دائما بنمط حياة تسود فيها القيم الغربية"، تحكي أحلام. تعيش الشابة المغربية اليوم رفقة صديقها الإيطالي، كريستيان، وتتحدث الإيطالية في المنزل، لأنها لم تلقن اللغة العربية أبدا في صغرها، كما أنها تحب طهي الأطباق الإيطالية، موضحة أنه حينما يتم استفسارها عن الأطباق المغربية أو يطلب منها تحضيرها، تصبح في ورطة حقيقية لأنها لا تعرف كيفية القيام بذلك. لقد فقدت أحلام مؤخرا بعض الوزن نتيجة لما حصل وبسبب القلق والحزن، وهي منفعلة وخائفة من تأثير الأمر على مركزها في المسابقة، وتحاول الآن أن تسترد بعض الكيلوغرامات، عبر الإكثار من تناول "المعجنات الإيطالية" و"اللحم المشوي". وتعد أحلام من أكبر المعجبات ب "صوفيا لورين"، و"ديني مينديز"، العارضة ذات الأصول الدومينيكانية، التي استطاعت أن تصبح أول ملكة جمال سمراء في إيطاليا خلال عام 1996. وأثار تتويج "ديني" السمراء، نقاشا حادا في إيطاليا وقتها، تمحور بالخصوص حول الهجرة والهوية والتعصب العنصري، وهو ما أثار حفيظة بعض المنتقدين، الذين طالبوا بحق المتسابقين "السود" بالفوز في المنافسة. لكونها دولة مستقطبة للعديد من الجنسيات المختلفة، أصبحت إيطاليا منذ عدة عقود أمام تحد احتواء مختلف الثقافات، وما تزال تناضل من أجل دمج واستعراض تجانس سكانها سواء منهم الأصليون أو المهاجرون القادمون من إفريقيا وآسيا وأوروبا الشرقية.