عبّر عدد من المواطنين في أنزا شمال مدينة أكادير عن استغرابهم ما تم تداوله في بعض وسائل الإعلام الورقية والإلكترونية من كونهم يرفضون بناء مسجد يوسف بن تاشفين بتجزئة أنزا العليا، ويطالبون بتحويل الغلاف المالي المخصص لذلك لبناء مرافق أخرى. وإذا كان العديد ممن سألتهم هسبريس قد نفوا علمهم بأية عريضة أو احتجاج على بناء مسجد بأنزا، فإن هناك من اعتبر المسألة "مجرد شائعة لا أساس لها من الصحة"، وإذا كانت رائجة بالأنترنيت "فمطلقها شخص واحد وزكاها أناس لا يعيشون في أنزا"، بتعبير عبد الكريم أنير، واحد من ساكنة أنزا. واتصلت هسبريس بمجموعة من الجمعويين بمنطقة أنزا لتسليط المزيد من الضوء على هذا الموضوع الذي استأثر باهتمام نشطاء العالم الافتراضي ومجموعة من الصحف الإلكترونية والورقية، إلا أن هؤلاء الجمعويين أجمعوا على أن "الأمر مجرد شائعة لا أساس لها من الصحة". سكان أنزا أدرى بشعابها محمد تيكتبيك، أحد جمعويي أنزا، قال في تصريح لهسبريس: "لا يوجد من الساكنة من يعارض بناء هذه المعلمة الدينية، والأمر لا يتعلق بمسجد فقط بل بمركب ديني على مساحة 6074 مترا مربعا، فيه مسجد للصلاة، ومدرسة قرآنية تتسع ل300 طالب، ومرافق للأكل ومبيت للطلبة، وخزانة، بالإضافة إلى منزلين للإمام والمؤذن، و17 محلا تجاريا". وزاد تيكتبيك أن "لكل وزارة مهامها، وللمجتمع المدني مهامه، وهذه الجمعية اختارت العمل الخيري التطوعي لبناء هذه المعلمة في أنزا، وما على من يعارض هذا الأمر سوى أن ينزل إلى الميدان ويبني المرافق التي يريد، من ثقافية ورياضية وغيرها، فبجانب بقعة المسجد توجد بقعة مخصصة لمركب ثقافي وما على أصحاب هذه العريضة إن وُجدوا سوى أن يشمروا على سواعد الجد من أجل بناء المركب أو غيره، ويتركوا من يريد بناء المسجد في سلام". الأمر نفسه أكده عزيز بن بريك، رئيس جمعية بناء مسجد يوسف بن تاشفين، المسجد الذي أثار جدلا في العالم الافتراضي؛ إذ قال في حديث لهسبريس: "ساكنة أنزا أدرى بشعابها، ولا أحد من الساكنة عارض بناء هذه المعلمة الدينية، وما تم نشره مجرد تشويش فقط، أما بناء المسجد فهو عمل خيري تطوعي نقوم به، وسنواصل بحول الله، ومن أراد أن ينشط في مجال آخر فذلك شأنه". المتحدث أضاف أن تكلفة بناء هذا المركب الديني هي "3 مليارات و580 مليون سنتيم، ويمكن للتكلفة أن ترتفع بحسب الأشغال، لأن ذلك يتطلب وقتا طويلا، وما تم جمعه الآن هو 40 مليون سنتيم فقط، وتم الشروع في الحفر والعمل سيتواصل إذا وجدنا المحسنين". قصابي: نطالب ببناء مسجد ببلوك "ب" وإذا كان هناك من يروج أن ساكنة أنزا تطالب بعدم بناء مسجد وتخصيص ميزانيته لبناء مرافق عمومية، قال ناجي قصابي، رئيس جمعية أمل للأعمال الاجتماعية، إن "ذلك عار من الصحة، ونحن كجمعية ترافع من أجل ساكنة أنزا العليا راسلنا مجموعة من الجهات من أجل الحصول على بقعة لبناء مسجد، لأن كل البلوكات بحي أنزا العليا لديها مشروع بناء مسجد، باستثناء بلوك ب". وتتوفر هسبريس على مراسلة موقعة من أزيد من 11 جمعية بأنزا تطالب مجموعة من الجهات، منها ولاية أكادير إداوتنان والمجلس الجماعي لأكادير، بتخصيص بقعة لمسجد خاص ب"بلوك ب"، نظرا لأن بقية المساجد بعيدة عن الساكنة التي "بادرت لإحداث مصلى تحت أشعة الشمس الحارة وتحت وطأة البرد القارس في ظروف لا تساعد على ما ينبغي توفره من خشوع، بالإضافة إلى إتلاف الأفرشة لتعرضها الدائم لأشعة الشمس والأمطار والرياح طيلة السنة"، بتعبير الرسالة.