قدم المغرب مرافعات حول أحقية القارة الإفريقية في المياه، وذلك ضمن فعاليات الدورةِ الثامنة من المنتدى العالمي للماء المنظم في مدينة برازيليا، من خلال اللقاءات التي عقدها على هامش المنتدى وأخرى وزارية رفيعة احتضنتها أروقة الدّورة. وخلال نقاشات المسار السياسي للمنتدى العالمي قرر المغرب أن تكون مداخلته الرسمية على لسان كاتبة الدولة في الماء، شرفات أفيلال، على شكل مرافعات من أجل الحق في الماء، مؤكدة أن المملكة المغربية، التي شاركت في الاجتماعات التحضيرية لهذا المنتدى، تدعم الإعلان الوزاري حول الماء، وتتعهد ببذل كل جهد للوفاء بالتزاماتها وتنفيذ توصياته. وفِي هذا الصدد أكدت أفيلال، اليوم الثلاثاء من برازيليا، أنه "لا يمكن للعالم أن يظل صامتا وثلث السكان الأفارقة يفتقدون إلى مورد مائي صالح للشرب وأنظمة للتطهير السائل"، منبهة إلى ضرورة مواجهة التحديات التي تطرح اليوم على القارة الإفريقية. وقالت الوزيرة في هذا الصدد: "نواجه تحدياً يتطلب مضاعفة الجهود لجعل قضية المياه أساسية في المنتديات العالمية"، مسجلة أن "المملكة المغربية، التي عملت مع المجلس العالمي للماء لتحقيق هذه الغاية، مستعدة لمواصلة حملتها من أجل بقاء قضية المياه في مقدمة اهتمام المجتمع الدولي". وشددت المسؤولة الحكومية على ضرورة استغلال فرصة المنتدى العالمي لتسليط الضوء على الوضع المقلق للمياه في إفريقيا، مطالبة بتضامن دولي تجاه القارة السمراء أكثر من أي وقت مضى، ومعتبرة مبادرة الماء من أجل إفريقيا التي أطلقتها المملكة المغربية في مؤتمر المناخ بمراكش، والتي تلقت دعما من قبل الشركاء الماليين والسياسيين، "إطاراً لمساعدة إفريقيا على تجاوز تحديات ندرة الماء". من جانبه اعتبر عبد السلام زياد، مدير البحث والتخطيط المائي بكتابة الدولة المكلفة بالماء، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "المغرب يمكنه رفع التحديات التي تواجه إفريقيا من خلال مصاحبة دولها وطرح التجربة المغربية للاستفادة منها"، مشيرا إلى "السمعة الجيدة التي تتمتع بها في القارة"، وزاد: "وصلنا إلى مستوى يحق لنا معه أن نصدر من خلالها تجربتنا". وقال زياد إن "المغرب كفاعل على الصعيد الدولي، خصوصا في مؤتمر المناخ أو المجلس العالمي للماء، أخذ على عاتقه الدفاع عن القارة الإفريقية لضمان حقها في الأمن المائي من خلال الرفع من التجهيزات، وخصوصا الفلاحية منها والسقوية بالتحديد"، معتبرا أن "الدول الإفريقية تفضل الاشتغال مع المغرب في إطار تعاون جنوب جنوب عِوَض التعاون التقليدي الذي بلغ حده الأقصى وأصبحت نتائجه غير مشجعة كثيرا". وفِي مقابل دعوة مدير البحث والتخطيط المائي بكتابة الدولة المكلفة بالماء إلى أهمية التعاون الثلاثي الذي يتضمن المغرب والغرب والدول الإفريقية، سجل زياد أن "المغرب اشتغل عن طريق مبادرات طرحت في الساحة الدولية من خلال شركاء دوليين وقاريين"، موضحا أن "الهدف هو دعم القارة الإفريقية للحصول على التمويل، وكذلك وضع الأطر والخبرة للمغربية في الميدان؛ وذلك لمواجهة التحديات التي يعرفها قطاع الماء في القارة".