اتفق ممثلو الطريقة التيجانية الصوفية على تنفيذ حملة إعلامية في إفريقيا للتعريف بالطريقة، في مواجهة "التيارات التكفيرية". والطريقة التيجانية، إحدى أكبر الطرق الصوفية، وتأسست في منطقة بوسمغون بولاية البيض، جنوب غربي الجزائر، في 1782 ميلادي، وتنتسب لمؤسسها الشيخ سيدي أحمد التجاني، المولود في 1737، في دار "سيدي بلقاسم"، بمدينة "عين ماضي"، بولاية الأغواط (وسط الجزائر)، وما تزال هذه الدار مزارا لمريدي الطريقة. وقال إسحق بيلينو، ممثل الطريقة التيجانية في السنغال، للأناضول، اليوم الأربعاء، إن "ممثلين وموفدين من الطريقة في 11 دولة إفريقية اجتمعوا، الأحد والإثنين الماضيين، في بلدة عين ماضي (مقر الطريقة)"، على بعد 450 كلم جنوبالجزائر العاصمة. وتابع أن المجمتعين "اتفقوا على إطلاق حملة إعلامية للتعريف بحقيقة الطريقة التيجانية، وتصحيح بعض المعلومات الخاطئة التي ترتبط بالصوفية عامة، وبالطريقة التيجانية تحديدًا". ومضى قائلا إن "التيار السلفي في إفريقيا يقوم بحملة شرسة لتغيير قناعة أتباع الطريقة الصوفية التيجانية، الذين يزيد عددهم عبر العالم عن 400 مليون، يتركز أغلبهم في إفريقيا". وأضاف بيلينو، أن "الطريقة التيجانية تلعب دورًا كبيرًا في إفريقيا وفي منطقة الساحل، للمساهمة في إبعاد الشباب عن التيارات التكفيرية، ولهذا السبب يجب علينا جميعا أن نعمل على نشر قيم الإسلام المعتدل والصحيح". فيما قال الدكتور عثمان واعري، أحد مريدي الطريقة التيجانية، أستاذ علوم الشريعة بجامعة الوادي، جنوب شرقي الجزائر، إن "الطريقة التيجانية في الجزائر ليست مجرد توجه ديني، وإنما طريقة تلقى رعاية رسمية مباشرة من السلطات، بفضل النفوذ الكبير للطريقة في 11 دولة إفريقية في الصحراء وغربي إفريقيا، إضافة إلى دول المغرب العربي". وأردف "واعري"، للأناضول، أن "السلطات الجزائرية تراهن كثيرًا على الصوفية، لمحاربة التشدد الديني، وبشكل خاص الجماعات السلفية الجهادية". وذكرت وسائل إعلام جزائرية، أن 300 شخصية دينية من 11 دولة إفريقية التقت في "عين ماضي"، في إطار لقاء سنوي بين مريدي الطريقة التيجانية. وتضمن اللقاء قراءة القرآن وأوراد وأدعية معروفة بين مريدي الطريقة، ثم عقد لقاء ناقش وضع الزوايا التيجانية في العالم، وخاصة إفريقيا. *وكالة أنباء الأناضول