يقترن العيد بالفرحة في العالم الإسلامي، لكن الوضع مختلف بالنسبة لليمنيين بعد ثلاث سنوات من الحرب التي لا تزال تؤثر بالسلب على حياة الناس حتى في الأعياد. وفي زيارة لأحد الأسواق بالعاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرة حركة الحوثي المسلحة، من السهل الإحساس بمظالم الناس أصحاب المتاجر والمتسوقين على حد سواء. وقال نبيل حمدي أحد سكان العاصمة صنعاء "السوق فاضي الناس ما فيش معاهم رواتب ولا معاهم مستحقات ولا فيه أعمال حتى إنه يستطيع واحد يعمل له دخل من مصدر ثاني.. كل شيء متوقف". من جانبه يقول عمار العقاب وهو تاجر ملابس "السنة هذه... معنا الرواتب منقطعة تماما أو انخفاض لهن (الدخل) بشكل غير طبيعي.. والدولار صاعد بشكل غير طبيعي بمراحل كبيرة جدا.. معنا البضاعة لا تأتي زي أول تأتينا بشكل ضعيف وغالي (مرتفع السعر)". ومع احتدام الحرب بين الحوثيين المدعومين من إيران والتحالف الذي تقوده السعودية ويسعى لاستعادة حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي المعترف بها دولياً، يواجه اليمن انهياراً اقتصادياً. ومع نقص الرواتب والأجور وارتفاع الأسعار أصبح العديد من السلع الأساسية أبعد من متناول كثير من اليمنيين. ومع اقتراب العيد، تتجلى هذه الأوضاع الصعبة والأحوال القاسية بوضوح في أسواق الماشية والثروة الحيوانية في مختلف أنحاء العاصمة. ويقول محمد يحي المطري وهو متسوق في صنعاء " شراء المواشي مولعة.. الأسعار نار. المواطن العادي لا يستطيع أن يضحي ولا يستطيع أن يشم حتى اللحمة لأنه بسبب غلا الأسعار وارتفاع الدولار والذي يستفيد من هذه الحالة هم أصحاب الأموال والتجار أما المواطن البسيط فلا يستطيع في هذا العام بالذات تحديدا". من جانبة يقول أستاذ علم الاجتماع بصنعاء الدكتور عادل الشرجبي " في السنوات الماضية كان الناس قبل العيد بيومين إلى ثلاثة إلى أربعة أيام يبدأون بشراء الأضحية. أنا ملاحظ هذه الأيام إنه لا أحد اشترى خلال اليومين الماضيين بل أتوقع بعد غد يوم العيد إن الناس يشتروا بالمفرق بالكيلو بالاثنين بالثلاثة كيلو حتى القادرين، طبعا 90 بالمائة من المواطنين غير قادرين على شراء اللحوم". وتدخل تحالف لدول عربية سُنية في الحرب الأهلية باليمن في 2015، ضد حركة الحوثي المتحالفة مع إيران، لإعادة حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي المعترف بها دوليا إلى سدة الحكم. وتقول الأممالمتحدة إن حرب اليمن تسببت في مقتل ما يزيد على عشرة آلاف شخص ونزوح ما يزيد على مليونين آخرين، وجعلت البلاد على شفا المجاعة.