خصّصت مجلة "المستقبل" للأبحاث والدراسات المتقدمة مقالا بحثيا تطرقت فيه لتأثير الرسالة المصورة التي نشرها تنظيم "داعش" لزعيمه أبو بكر البغدادي على تطور المواجهات التي تندلع باستمرار بين حركة "بوكو حرام" النيجيرية والقوات متعددة الجنسيات التي شكلتها بعض دول غرب إفريقيا. وترى المجلة البحثية أن العمليات الإرهابية المتصاعدة لحركة "بوكو حرام" في الآونة الأخيرة، قد تتواصل أكثر خلال المرحلة القادمة، "لا سيما بعد أن باتت الحركة تمثل أحد الأفرع الرئيسية لتنظيم داعش، التي يُعوِّل عليها في توجيه ضربات مضادة ردًا على الخسائر التي تعرض لها في سوريا والعراق". وحسب المركز البحثي، الذي نشر تقدير موقف معنون ب "كيف تنعكس "رسالة" البغدادي على نشاط "بوكو حرام؟"، الأربعاء، فإن الحركة "حرصت في الفترة الأخيرة على اتباع النهج نفسه الذي تبناه تنظيم داعش في المناطق التي سبق أن سيطر عليها داخل كل من سوريا والعراق". وأضاف المركز أن الآلية التي حاول "داعش" الاستناد إليها في هذا الصدد تتعلق "بالعمل على التحول من جماعة إرهابية محلية إلى تنظيم إرهابي عابر للحدود، وهو الاتجاه الذي يتبناه الجناح الذي كان يتزعمه أبو مصعب البرناوى، والذي تشير تقارير عديدة إلى أنه تم استبداله بقيادي آخر غير معروف في الفترة الأخيرة". وترى الورقة التحليلية أن تلك العمليات التي تنفذها الحركة بدأت تكتسب اهتماماً دولياً "يتوازى مع تزايد التحذيرات من تصاعد نشاط التنظيمات الفرعية التي بايعت داعش في الأعوام الأربعة الماضية"، ما دفع دول جوار نيجيريا إلى رفع مستوى التنسيق الأمني والعسكري فيما بينها. لكن نفوذ الحركة ربما تراجع في الفترة الأخيرة على ضوء الضربات العسكرية التي تعرضت لها، وفق المصدر عينه، الذي أشار إلى "الانشقاقات التي تنشب داخلها، وهو ما أضعف قدرتها على حماية المناطق الرئيسية التي تسيطر عليها وتنطلق منها لتنفيذ عملياتها الإرهابية داخل نيجيريا وبعض دول الجوار". وأردف أنه "رغم أن زعيم داعش، أبو بكر البغدادي، أشار في رسالته المصورة إلى التنظيمات الموالية لداعش في غرب إفريقيا، باعتبار أنه ربما يكون لها دور رئيسي في العمليات الإرهابية التي يشنها التنظيم خلال المرحلة القادمة للرد على الهزائم التي مني بها، إلا أنه كان حريصًا على إبداء اهتمام خاص بالمجموعة التي يقودها أبو الوليد الصحراوي، والمجموعة الأخرى التي أعلنت مبايعتها للتنظيم في كل من مالي وبوركينا فاسو". ولم تنف الورقة البحثية وجود تنافس بين تلك التنظيمات الإرهابية، مبرزة أنه "لن يقتصر على التنظيمات الإرهابية الرئيسية، وفي مقدمتها داعش والقاعدة (...) وإنما سوف يمتد إلى داخل تلك التنظيمات نفسها، وخاصة بين الأفرع الرئيسية التي أعلنت مبايعتها له (داعش)، على غرار بوكو حرام وغيرها". "يعتبر أبو مصعب البرناوي أن تعزيز قدرات بوكو حرام واتساع نطاق العمليات الإرهابية التي تقوم بتنفيذها داخل نيجيريا وبعض دول الجوار سوف يضعها في صدارة خريطة التنظيمات الإرهابية في المنطقة، قبل التنظيمات المنافسة"، بتعبير المركز البحثي. وخلص المركز إلى كون "الحركة قد لا تستطيع مواصلة سياسة التصعيد على المدى الطويل، وذلك في ظل تزايد اهتمام العديد من القوى الدولية والإقليمية بمكافحة هذه النوعية من التنظيمات، ومنع داعش من تكرار ما قام به داخل كل من سوريا والعراق خلال الأعوام الخمسة الأخيرة".