حلقة أخرى من الصدام تنتظر الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، ادريس لشكر؛ فبعد تأكد عودة أحمد رضا الشامي إلى الواجهة، وجه اتحاديو جهة سوس انتقادات قوية اللهجة إلى القيادة الوطنية، مشددين على ضرورة "إجراء مراجعة جذرية وجوهرية تعيد للحزب مصداقيته النضالية والفكرية والتاريخية والشعبية". القيادات الجهوية التي اجتمعت بمدينة أكادير، حمّلت القيادة "كامل المسؤولية فيما آلت إليه الأوضاع تنظيميا وجماهيريا، وهي بذلك قد استنفدت مبررات استمرارها لمخالفتها لكل التزاماتها، مما يستوجب الدعوة إلى محطة تنظيمية تصحيحية عاجلة لإعادة بناء الحزب على أسس تعيده إلى صلب المجتمع عبر مشروع مجتمعي وتنظيم حزبي". وناشد المصدر ذاته "مختلف الاتحاديين إنقاذ الحزب وإعادة بنائه وفق المبادئ والقيم الاتحادية"، مطالبا ب"ضرورة إنجاح المجلس الجهوي الذي سيعقد في مطلع شهر نونبر المقبل، بالإضافة إلى أجرأة التوصيات الصادرة عن اللقاء، ووضع جدولة محكمة تهم إعادة هيكلة التنظيمات الحزبية بالأقاليم والجهات". وتأتي هذه التحركات الجهوية موازاة مع فرز وطني للصف الاتحادي أظهره حفل تأبين القيادي الراحل عبد الرحمان العزوزي، حضره محمد اليازغي والطيب منشد وطارق القباج، فيما استفاض أحمد رضا الشامي في استعراض "نكسات" الاتحاديين، كما عبر منشد عن أسفه الشديد لسلك الحزب "خيارات مضببة نفضت الحاضنة التي أحاطت به". وحسب مصدر اتحادي، فقد "باشر الكاتب الأول ادريس لشكر اتصالات عديدة مع قيادات جهة سوس من أجل منع الاجتماع، لكن الأمر باء بالفشل"، مسجلا أن "نسف اللقاء ومنع الاتحاديين من ممارسة حقهم في الانتماء والحديث عن مستقبل إطارهم أمر غير ممكن". وأضاف المصدر ذاته، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "المجتمعين غير مطمئنين لسياسة القيادة الحزبية التي يمثلها ويجسدها الكاتب الأول للحزب، باعتباره هو المالك لسلطة القرار بالفعل وبالتفويض"، مشيرا إلى أن "من التقوا بأكادير ليسوا غرباء، بل هم الكتاب الحزبيون بأجهزة سوس ماسة من الجهة إلى الأقاليم، فضلا عن مسؤولين أساسيين في قطاعات جماهيرية ومؤسسات موازية". وأوضح مصدرنا أن "الاجتماع سيتخذ بعده التنظيمي عما قريب، خصوصا أمام الخلط الحاصل بالمشهد الحزبي بين اليمين الليبرالي واليسار واليمين الأصولي والوسط الاجتماعي"، مؤكدا أن "الصلح الذي تطلقه قيادة الاتحاد مشكوك في جديته"، متهما لشكر ب"سوء تدبير المصالحة بين القيادة والقواعد".