قال المصطفى براهمة، الكاتب الوطني لحزب النهج الديمقراطي، إنّ "النموذج التنموي الجديد" تمّ إعداده سلفا مع مجموعة الاستشارات "Boston consulting group"، وأضاف في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية أنّ استماع اللجنة إلى مجموعة من الفعاليات والمواطنين ل"الاستئناس فقط". وزاد براهمة، في تعليق على سبب رفض حزب "النهج" الجلوس مع اللجنة التي كلّفها الملك محمد السادس بصياغة النّموذج التنموي الجديد: "ليس لدينا رفض مبدئي للجلوس مع مكوّنات، بما فيها من الدولة، وعرض وجهة نظرنا"، ثم استدرك قائلا: "لكن يجب أن تكون هناك شروط دنيا للجدّيّة والمسؤولية..لم نجلس مع اللجنة لأن طبيعة تشكيلها تبيّن أنّه ليست هناك جدية في مكوّناتها". وسلّط براهمة الضوء على "غياب الحقل السياسي بإطلاق في اللجنة"، زيادة على "عدم حضور الحقل الاجتماعي"، وأضاف أنّه "كان من المفروض أن تُطرَح مسألة النموذج التنموي في إطار حوار عمومي في كافّة التراب الوطني، وأن تشكَّل لجنة حقيقية من مختلف القوى بالمغرب، بيمينها ويسارها، وتوضع توافقات يمكن أن يكون عليها تعاقد". ونفى الكاتب الوطني للحزب الماركسي المعارض "وجود ذرّة من الجدية في مقاربة الدولة" بإنشاء لجنة مكلّفة بصياغة النموذج التنموي المغربي، "في ظلّ جوّ مازال الاعتقال السياسي فيه قائما، ومازال فيه معتقلو الريف مسجونين بعدما حكم عليهم بالاعتقال لمدّة تزيد عن عشرين سنة، وهم مقهورون حتى داخله لعدم منحهم حقوقهم البسيطة، مثل التطبيب وقراءة الجرائد والكتب، ولذا دخلوا في إضراب عن الطعام". كما استشهد براهمة بما تعرفه القوى اليسارية، "مثل: الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، والجامعة الوطنية للتوجّه الديمقراطي، والنهج الديمقراطي الذي لم تأخذ شبيبته وصل الإيداع، مع منع مجموعة من الفروع من هذه الوصل، وعدم إعطائها القاعات العمومية، ومنعها من الحقّ في الإعلام العمومي"، ثم زاد متسائلا: "فأيّ حوار هذا؟ وأية جدية؟ وهل هذا مؤشّر على أنّهم يريدون الاستماع إلينا ويريدون أن يأخذوا رأينا بعين الاعتبار؟". وفي سياق آخر، علّق المصطفى براهمة على مسيرة "الجبهة الاجتماعية" بالدارالبيضاء قائلا إنّها "كانت حاشدة، ويقترب الحاضرون فيها من عشرة آلاف شخص". وذكر المصرّح أنّ هذه المسيرة "انطلاقة وبداية موفّقة"، وزاد: "صحيح أنّ غالبيّتها كانت من المناضلين والملتزمِين بقضايا الشعب، وهذه مسألة إيجابية أن يكون هذا العدد من المناضلين الملتزمين بالقضايا الاجتماعية للشّعب.. كما أنّ شعاراتها كانت محدّدة سلفا وتمّ الالتزام بها بروح حماسية، وأعطت في الحقيقة دفعة معنوية قوية لجميع مكوّناتها والمنخرطين فيها، وتفتح الآفاق لتوسيعها لفئات وهيئات أخرى لم تنخرط فيها بعد". وفي تعليق على ما تضمّنه بيان للكتابة الوطنية لحزب النهج الديمقراطي حول "منع مسيرات تحيي ذكرى حَراك عشرين فبراير"، قال براهمة إنّ "تعامل الدولة مع تخليد ذكرى حراك عشرين فبراير لم يكن نفسه في جميع المناطق، إذ تم المنع في مدن مثل الناظور، ودمنات، وخريبكة، والفقيه بنصالح، والفنيدق، وواد زم". وتحدّث الكاتب الوطني للنهج الديمقراطي عن مضايقات في مناطق أخرى طالت موزّعي البيان الداعي للمسيرة في الدارالبيضاء من طرف باشا "لا يعرف هل أُرسِلَ أم جاء من تلقاء نفسه، وتابع الشباب الذين يوزّعون النداءات، وضُرِب أحد الرفاق، الذي حمته نساء من المارة عبّرن عن استعدادهن للشّهادة ضدّ الباشا المعتدي". ويرى براهمة أنّ هذه "المضايقات مؤشر على طبيعة الدولة المرعوبة من أي تحرّك اجتماعي، في وقت يجب أن تهتمّ بالمشاكل الاجتماعية والمطالب المرفوعة، وتحاول تحقيقها، بدل البقاء حبيسة المقاربة الأمنية التي لا تزيد إلا في مفاقمة الوضع، ويُظهِر فيها النظام المخزني وجهه الحقيقي"، وهو ما يعزّز "صمود مناضلي الجبهة لأنه يعرفون أنّهم يمسّون المقاربة الأمنية السائدة اليوم في مقتل".